أخر الاخبار

رواية الاعمي الفصل الاول بقلم فريده الحلواني

 روايه الاعمي الفصل الاول بقلم فريده الحلواني 

روايه الاعمي  الفصل الاول بقلم فريده الحلواني


روايه الاعمي الفصل الاول بقلم فريده الحلواني 


روايه الاعمي

  الفصل الاول

 بقلم فريده الحلواني 



في احدي القري الريفيه و التي يتميز اهلها بالطيبه ...نجد الشمس قد اشرقت عليها و اصبح المشهد غايه فالروعه مع كل تلك المساحات الخضراء و نسمات الهواء النقيه 

نري الفلاحون يذهبون الي الحقول لمباشره عملهم اليومي و النساء يقمن بالاعمال المنزليه المعتاده ...و لكن ....

داخل سرايا التهامي كما يطلق عليها...... الوضع مختلف 


دعونا ندقق في وصفها قليلا كي نعيش داخل اجوائها كما اعتدنا

بدايه من البوابه الحديديه الشاهقه الارتفاع و التي تنتصف سورا لا يقل ارتفاعا عنها يحاوط تلك البنايه المكونه من ثلاث طوابق و تصميمها شبيه بالقصور القديمه ...تحاوطها حديقه غناء تسر الناظرين لكبر مساحتها و ما تحتويه من زهور و اشجار فاكهه مخصصه لهم ...اما في الجزء الخلفي منها فقد قامو بزراعه بعض الخضروات و التي تحتاجها النساء في طهو الطعام ....فهي تطل علي الباب الخلفي للمطبخ لسهوله دخول و خروج العاملين و ايضا يوجد امامه فرنا مبني من الطوب لتجهيز الخبز و بعض الاطعمه داخله.......و لنبتعد قليلا عن هذا المكان لنجد في الجهه المقابله له اسطبل للخيل يضم حصانا واحدا فقط.......الادهم ....هو حصان هذا الجواد الذي يشبهه في شموخه و هيبته و التي ذادها لونه الاسود الذي يضاهي سواد الليل ...لا يستطيع احدا امتطائه غير صاحبه ....فرس جامح ...عربي اصيل ...يحفظ صديقه عن ظهر قلب حتي انه في بعض الاحيان ينطلق به ليلا الي مكانه المفضل دون ان يرافقه احد و حينما ينتهي من نزهته يعود به الي السرايا ....فقد اصبح هذا الفرس عيون الجواد التي يري بها الطريق


نعود الي الحديقه الاماميه و نمر في وسطها فوق ممر مصنوع من الطوب الغير منتظم الي ان نصل لشرفه كبيره تحاوط واجهه السرايا الاماميه ...نصعد ثلاث درجات و نمشي قليلا فنجد امامنا بابا عملاقا من الخشب الزان و دائما مفتوح نظرا لعدم وجود غرباء بالخارج ...حتي الغفر الذي يحرسها دائما يتواجد خارج البوابه الحديديه


ندخل من هذا الباب نجد انفسنا امام بهو كبير للغايه يحتوي علي ثلاث صالونات للضيوف في الجزء الداخلي له ...و في الجزء الخارجي نجد الكثير من الارائك الملتفه بشكل مربع ناقص ضلع و مكان الضلع المفقود شاشه عرض عملاقه ....و حولها بعض المقاعد المنفرده ...يستخدمون هذا الجزء للمعيشه ....اما في المنتصف الي الداخل قليلا نجد طاوله عملاقه يلتف حولها ثلاثون مقعدا لتستوعب هذا العدد من افراد العائله و ايضا اذا ما حضر لهم ضيوفا و هذا نادرا ما يحدث

يوجد في البهو اربع ابواب في اماكن متفرقه ....الاول تجاه الصالون باب المكتب الخاص بالتهامي ...و الاخر امام طاوله الطعام و لكن بينهما مسافه لا باس بها يؤدي الي المطبخ....و الاثنان الاخران في الجانب عباره عن مرحاضان لغسيل الايدي و ما شابه 


الطابق الاول يوجد به ممرا كبير يحتوي علي عده اجنحه ...الاول يخص عبيد التهامي و زوجته....و الثاني يخص اخيه عباس....يقابله جناح ولده احمد ...و بجانبه جناح روان ابنته و زوجها مصطفي ....اما الثلاث اجنحه الاخري مغلقه ...و يستخدمونها فقط للضيوف مثل اهل فاطمه حينما ياتون لزيارتها .....و في اخر الممر غرفتان واحده لبنات احمد و الاخري لابن روان و ابنتها 


نصعد الي الطابق الثاني نجد فيه اربع اجنحه الواحد منهم بحجم شقه لا باس بها من حيث المساحه ...واحد يخص فارس و زوجته الحنونه هدي و الاخر كان لاخيه الراحل فريد و لكن اصبح الان يخصه بعد ان تزوج ارملته

غرفه كبيره مخصصه لمحمود فريد وحده و اخري تخص ابناء فارس التوأم و الباقي فارغ


الطابق الثالث ...لن نستطع الصعود اليه فهو محرم علي الجميع دلوفه الا ام جواد و هي من ساعدتنا في وصفه ....قد خصصه له وحده و ابنته الغاليه ....يوجد به غرفه كبيره تحتوي علي جميع الاجهزه الرياضيه الحديثه ...و غرفه مكتب كبيره يفضل الجلوس فيها ليقرا فهو من عشاق القراءه علي انغام ورده الجزائريه و ام كلثوم....يوجد به ايضا جناح كبير يخصه وحده بداخله مرحاض شاسع ....و اخيرا غرفه ابنته الحبيبه ....حبيبه...و لكنها دائما ما تفضل المبيت لدي جدتها فهي لا تعرف لها اما غيرها


كعادتها كل صباح تستيقظ قبل الجميع لتقوم بالاشراف علي تجهيز الفطور و تعد قائمه الطعام لباقي اليوم ..من غيرها ..ام هذا الجواد الجامح الذي لم يجد من يروضه .....اممممم...حتي الان

دلفت الي المطبخ ووجهت حديثها لدلال قائله : صباح الخير يام رؤوف عامله ايه النهارده

دلال بحزن يملا نبرتها و لكنها حاولت مداراته : نحمده علي كل خال يا حاجه

ايمان باهتمام : مالك يا دلال فيكي ايه

دلال بكذب : نحمده علي كل حال يا حاجه 

ايمان بحسم : اخلصي يا دلال مفيش وقت للمناهده مالك ...الزفت طليقك اتعرضلك تاني هو و لا حد من اهله 

دلال : لالالا من ساعه ما سي جواد بيه الله يخليه و يشفيه اتصدرله و هو مجاش يمتي ...بس العيال يا حاجه ...الولدين بدأو يكبرو و مشاكلهم بتذيد لولا اني ماسكه عليهم بايد من حديد كان الله اعلم بقيو ازاي

ايمان بحكمه : عيالك بيقو رجاله و سنهم صعب كانو محتاجين راجل في حياتهم برغم انك مقصرتيش بس الولد غير البنت يا حببتي الواد.من دول اول ما يحس انه فرد طوله و صوته تخن شويه يفكر نفسه بقي راجل و عارف كل حاجه ....لما بيبقي الاب موجود بيعرف يشكمهم بس انتي بردو جدعه و اتحملتي مسؤليتهم من و هما عيال و اكيد هيقدرو ده ....كفايه انك مردتيش تجبلهم جوز ام رغم ان اتقدملك كتير 

ابتسمت دلال بغلب و قالت : علي يدك يا حاجه كل الي اتقدمولي مكنش فيهم حد ائامنه علي نفسي و لا عيالي ...و اهو مستنيه العوض من ربنا 

ايمان : هيعوضك و هيجبرك بامر. الله بس انتي قولي يا رب

دلال : ياااارب ....معلش يا حاجه دوشتك عالصبح كده

ايمان بطيبه : اهو ده الكلام العبيط الي مبحبش اسمعه هو احنا لينا غير بعض انتي عارفه انك صاحبتي الوحيده و اختي الي مش بثق في حد غيرها

دلفت عليهم هدي و قالت بمزاح : الله الله ايه جو العشق الممنوع ده يا ماما ..نظرت لدلال بغيظ مازح و اكملت : محدش قادر ياخد مكانك عندها يا بختك يا ست دلال

ضحكا معا ثم قالت ايمان بجديه : يلا بقي نجهز الفطار قبل الكل ما يصحي و بلاش مرقعه.....هدي جوزك صحي و لا لسه نايم

هدي : لا صحي يا ماما جهزتله الحمام و قولت انزل اساعدكم

دلال بغيظ : و الكونتيسه فاطمه لسه نايمه

هدي بحزن ظهر داخل عيناها : معرفش ....و فقط تركتهم و اتجهت للخارج

ايمان بزعل : عيني عليكي يا بنتي استحملت الي محدش يستحمله الله يسامحك يا عبيد

دلال : ماهو بردو غصب عنه يا حاجه البت قويه و مفتريه كانت مصممه تاخد ابن الغالي و ترجع لاهلها فمصر و مكنش في حل غير انه يجوزها لواحد من عياله و انتي عارفه سي جواد بيه يطيق العمي و لا يطقهاش مكنش فيه قدامه غير سي فارس و لولا ان مراته بنت اصول مكنتش وافقت يبقالها ضره 


كان ما زال متمددا فوق فراشه الوثير يشعر بخمول و لكنه يقاوم رغبته فالنوم مره اخري ...و بينما يصارع افكاره الشيطانيه وهو يتوعد لاحدهم شعر بانامل صغيره توكزه بخفه في جانبه...علم انها ابنته الحبيبه فاعتدل بعد ان كان مستلقيا علي بطنه ثم مد يده ليرفعها و يجلسها فوقه وهو يقول بابتسامه لا تظهر لاحدا غيرها : صباح الفل علي حبيبه بابي

حبيبه بفرحه : لا قولي قلب بابي

ضحك معها و قال : قلب بابي و حيات بابي حلوه كده يا سكر

ضحكت الطفله بمرح و قالت : تيتا قالتلي اصحيك عشان بيخافو منك

ضحك معها بصخب و قال : هي قالتلك كده

هزت الطفله راسها علامه الموافقه و قالت : هما ليه يا بابي يخافو منك انت تضحك معايه و تلاعبني و مس اخاف منك خالث

ضمها اليه بحنان و قال : عشان انتي قلب بابي و بس ...ملس علي شعرها برفق و لكن وقفت يده بتصلب حينما سمعها تقول : ليه مس عندي مامي زي كلو يا بابي ...تيتا قالتلي بابي مس لاضي يجبلك مامي ....ارتفعت من فوقه و نظرت له ثم قالت بحزن : انت مس لاضي بجد

سب بداخله و شتم حاله لانه ببساطه لا يستطع سب امه الغاليه التي تحرض ابنته كي تضغط عليه و يوافق علي الزواج مره اخري ...و لكن هيهات فذلك العنيد لم يهتز لذلك الابتزاز و لا لخصامها الذي قررته منذ يومان لرفضه احدي الطفيليات ....كما يسميها ...و التي عرضتها عليه لتقوم بخطبتها له....و بالطبع ككل مره هاج و ماج و رفض رفضا قاطعا و لم يهتم حينما قالت له بغضب :: خلاص طول مانت رافض الجواز و كل ما اجبلك واحده تتعصب عليا كده يبقي ملكش كلام معايا يا جواد و لا لسانك يخاطب لساني


بدا الكل في الهبوط تباعا من غرفهم ليلتقو جميعا علي مائده الافطار كما المعتاد ....و اخر من كان علي وشك انهاء الدرج هو جواد و معه ابنته و امامه احمد ابن عمه و الذي وقف علي اخر درجه ينتظره و حينما اصبح قبالته قال له بخبث : صباح الخير يا جواد ...كنت رنيت عليا عشان اجي اساعدك تنزل حبيبه مهما كان صغيره و مش هتلحقك لو وقعت و انت مش شايف قدامك ...يابن عمي

وجه عينه له و كانه يراه و قال ببرود : ياما ناس مفتحه بس بتقع ...يابن عمي

هبط اخر درجه مع ابنته و هو يركز سمعه مع خطوات هذا الخبيث و بحركه مدروسه قام بمد قدمه في طريق احمد مما ادي الي وقوعه ارضا علي وجهه ...ضحكت الصغير و ابتسم هو ثم قال : اساعدك تقوم يابو حميد ههههه

نظر له الاخير بكره وهو ما زال واقع ارضا و اخذ يتوعده بداخله ...اما الاخر فاتجه هو و ابنته ناحيه الطاوله و التي يجلس حولها الجميع في انتظار وصوله

القي تحيه الصباح عليهم ثم اتجه ناحيه مقعده الذي يوجد علي راس الطاوله و تجاوره ابنته..و بعض المقاعد الفارغه ....هكذا يفضل


اما علي راس الطاوله من الجهه الاخر يجلس ابيه علي يمينه زوجته ايمان يجاورها ولدها فارس تليه زوجته هدي يليها اطفالها يليهم محمود ابن الراحل فريد و اخيرا تلك الحرباء ...فاطمه


علي يسار عبيد يجلس اخيه عباس يجاوره ولده احمد يليه زوجته و بناتها ثم يليهم مصطفي زوج ابنته يجاوره روان ابنته ثم ولدها و ابنتها


هكذا يكون الترتيب الذي لا يتغير ابدا


عبيد : هتروح المصنع انهارده يا جواد

جواد : لا عندي شغل فالمزرعه ضروري

تدخل احمد فالحديث و قال بغل مكبوت : بس في ورق مهم لازم يتمضي و انت مش هتمضي عليه غير لما تحوله للطريقه بتاعتك دي عشان تعرف تقراه و ده ورق مستعجل ...نظر لعمه و اكمل : الله يسامحك يا عمي انت الي خليت كل حاجه في ايده و بقينا تحت رحمته

عبيد بغضب : و هو انا لقيتكم عارفين تمشو الشغل من غيره و حبيت اتحكم و خلاص ...انا خليت ابني يتنازل عن حلم حياته انه يبقي ظابط فالجيش بعد كل الي وصله و الترقيات الاستثنائيه الي اخدها عشان كفائته لييييبه هاااا مش عشان الحق الدنيا الي كانت هتقع بسببك انت و المرحوم

باباااااااا...هكذا صرخ جواد حينما ذكر والده اخيه المتوفي برغم ان علاقته به لم تكن علي افضل حال الا انه يتأذي حينما ياتي احدهم بسيرته لشعوره بالذنب علي شيء ليس له يد فيه.....سنعرف لاحقا


صمت الجميع خوفا من غضبه الذي لن يتحمله احد و نظرو الي الطعام الذي تناولوه في صمتا مطبق


دعونا نذهب الي منزل بطلتنا و الذي يعتبر حصنا منيعا لها و لا تستطع الخروج منه ...الا سرا 

نجد منزلا بسيط مكون من طابقان و حوله حديقه صغيره قام بتجهيزها ابيها الغالي لتكون نزهتها الوحيده .....حينما ندلف الي الداخل نجد بهوا مساحته لا باس بها ...يوجد به صالون للضيوف ...و مكانا اخر للمعيشه و طاوله طعام متوسطه الحجم و بابا للمطبخ و اخر لمرحاض صغير.....نصعد الي الدرج المؤدي الي الطابق الاعلي نجد خمس غرف ...واحده لمحمد المنصوري و زوجته و اخري لذينب اخت توحيده حينما تاتي للمبيت احيانا لديهم ...و اثنان مغلقتان ...و اخر غرفه تخص جميلتنا الحسناء 

و التي نجدها تجلس فوق مصلاها تسبح بعد ان ادت فرضها و ابتسمت حينما دلفت لها امها الحبيبه و هي تقول : صباح الدهب و الالماظ علي نن عين امها

ضحكت بحلاوه و هي تقول : هو في ام بتدلع بنتها كده انا ربنا بيحبني و الله ...اعقبت قولها بالقيام من مجلسها ثم اتجهت الي امها و قبلت وجنتها ثم كف يدها باحترام و قالت بمزاح : احلي صباح صباحك يا توحه

ضحكت الام و قالت : يا بت مش هتبطلي تقولي الاسم ده خلاص انتي كبرتي عليه

دهب بضحك : خلاص اتعودت عليه بقي يا ماما من و انا صغيره لما مكنتش عايزه اقولك يا ماما و بردو مش عارفه اقول اسمك بابا هو الي قالي قوللها توحه ههههه و بعدين الصراحه الاسم احلي و لا يق عليكي

ضحكت توحيده معها ثم قالت : طب يلا يا غلباويه عشان نحضر الفطار ابوكي بيصلي و هيحصلنا


وقفت معها داخل المطبخ تجهز معها ما يحتاجاه ثم قالت و هي تقطع ثمره طمام : هي خالتو ذينب مش هاتيجي انهارده بقالها كام يوم مجتش 

توحيده بحزن : منها لله حماتها العقربه مطلعه عينها و حرقه دمها فالطلعه و النزله

دهب : انا مش عارفه ليه هي مش عايزه تطلق منه بدل البهدله و الاهانه دي يعني اسفه يا ماما هو اصلا ملوش لازمه في حياتها دي غير معامله امه ليها و هي الي بتصرف علي الولدين يبقي ايه بقي مش ده كلامك ديما

توحيده : يا بنتي احنا في بلد ارياف و الطلاق حاجه مش ساهله و هي خايفه علي سمعتها لو اطلقت كلام الناس مبيرحمش ...انتي مشوفتيش دلال لما صممت تطلق اتقال عليها ايه بس هي ست جدعه و شخصيتها قويه مهمهاش و قالت الناس مش هتعيش بدالي انا و عيالي ...و اهيه بقالها عشر سنين عامله نفسها ام و اب للولدين و بترفض كل الي بيتقدملها بس ذينب اختي قليله حيله و ضعيفه كل مشكلتها كلام الناس 

دهب : ربنا يصلحلها حالها يا ماما 

امنت الام علي دعاء تلك البريئه و التي لا تفقه اي شيء فالحياه غير ما يقال امامها من ثلاثتهم ...ابيها....امها.....خالتها الوحيده 


في طريقه الي المزرعه بصحبه اخيه و التي تبعد قليلا عن السرايا بدأ حديثه وهو يقول : نزلت اعلان عن دكتور بيطري جديد 

رد عليه فارس وهو يركز فالقياده : انت بردو مصمم تطرده يعني انا بقول دي اول غلطه ليه نلفت نظره و لو كررها تفصله زي مانت عايز

رد جواد بتجبر : الاولي بتجر عشره وراها ...احنا مشغلين عندنا اكتر من ٥٠٠ عامل و فلاح لو اتهاونت مع واحد الكل هيغلط و هيهملو الشغل ...مش ده الي كان حاصل فالمصنع لما كان المرحوم و احمد ماسكينو ..كان العمال اخر اهمال عشان مفيش حسيب و لا رقيب و وقتها ابوك صمم اني استقيل من الجيش قبل ما المصنع يتقفل

فارس بحزن : و الله انا وقتها رفضت انا و مصطفي و كنا هنقسم الشغل بينا بس ابوك مرضاش و قال احنا كفايه علينا شغل المزرعه بدل ما تخرب هيا كمان

جواد : عادي يا فارس الموضوع مبقاش فدماغي اصلا انا اخدت عالشغل ده و حبيته ...و مش هسمح لاحمد الكلب ده انه يضيع كل الي صلحته في سنين

فارس : انسان غريب يعني الحمد لله احنا ربنا كارمنا و مش محتاجين فلوس ليه هو مصمم يكسب مالحرام عايزنا نغش فاللحوم الي بنصنعها مفكرش فالناس الي هتاكل وهي واثقه اننا بنراعي ربنا 

جواد : مش لما يفكر في ربنا و حسابه الاول يبقي يفكر فالناس الي زي ده الطمع و الحقد مالي قلبه قبل عنيه 

فارس بمزاح : ده عايز يتجوز علي مراته عشان يخلف ولد مع انه معاه ست محترمه و الله خساره فيه بس تقول ايه فراغه عين

ابتسم جواد و قال : ربنا يرزقه بواحده تطلع عليه القديم و الجديد اصل المثل بيقول ...البطران اخرته قطران هههههه


في منزل بسيط يدل علي فقر حال اصحابه كانت تلك المسكينه ذينب تتاهب للخروج هي وولديها و لكن تلك الشمطاء حماتها اوقفتها قائله : انا مش عارفه لازمه العلام الي متبته فيه للعيال ده ايه يعني هيطلعو دكاتره ياختي ...قولتلك ميت مره سيبك مالعلام و خليهم يشتغلو معاكي فالمصنع عند جواد بيه و لا فالمزرعه اهو يجيبو قرشين ينفعو البيت

ردت عليها ذينب بقوه : عيالي مش هيسيبو المدرسه لو علي جثتي يا حماتي ..انا بشتغل و متمرمطه عشانهم و بعدين بدل ما تقولي كده قولي لابنك الي قاعد جنبك ده يروح يدور علي اي شغلانه بدل قعدته جنبك دي

نظر لها رفيق بغضب و قال : اتلمي با وليه بدل ما اكسحك عالصبح

ام رفيق : مانت لو راجل كنت طلقتها انا عارفه ماسك فيها علي ايه ...نظرت لتلك المسكينه و اكملت : و انتي لو عندك دم كنتي غورتي فداهيه من هنا و لا عايزينك و لا عايزين خلفتك السوده

نظرت لها ذينب بقهر و كتمت حزنها داخلها كما اعتادت ثم امسكت يد طفليها و اتجهت الي الخارج تاركه تلك العقربه تسبها بابشع الالفاظ و هذا الذي يسمي زوجها لم يحرك ساكنا و لم يهتز له جفن بل ظل يدخن ارجيلته و كأن الامر لا يعنيه بشيء


جلست النساء في بهو السرايا بعد خروج الرجال الي العمل فقالت ام جواد بامر : يلا يا فاطمه قومي عالمطبخ عشان تلحقي تخلصي الاكل

فاطمه ببرود : و اشمعني انا....انا تعبانه ..نظرت لهدي و اكملت بمغزي لتكيدها : و بعدين فارس بايت عندي انهارده و انا عايزه اريح عشان...ههههههه.انتي فاهمه بقي يا ماما

ام جواد بغضب : مش هتبطلي قله الحياااا الي فدمك دي يا بت و بعدين ده يومك فالطبيخ يكش تكوني مكسره محدش هيعمل بدالك قوووومي فذي يلاااااا

انتفضت من مجلسها بخوف من تلك الام المتجبره و التي لم تقوي عليها لا وهي زوجه ابنها البكري الراحل و لا حتي و هي زوجه ابنها الصغير ...و لكن صبرا ايتها الشمطاء ساصل الي هدفي عاجلا ام اجلا و بعدها ساريكي من اكون.....هكذا كانت تحدث حالها و هي فالطريق الي الداخل 


وقف في منتصف المزرعه و هو يهين الطبيب علي مرأي و مسمع من الجميع و لم تاخذه به ذره شفقه حتي ان احد المزارعين همس في اذن صديقه قائلا : ياخي اني احترت فيه هو اعمي بجد و لا بيشتغلنا ده بيبص فعين الي بيكلمو كانه شايفه قدامه

رد عليه الرجل بهمس : احنا العمي يا صاحبي ده بيفهم و مشي الشغل احسن من رجاله عيلته كلها و مفيش حاجه بتخفي عليه ربنا يكفينا شره 

تحدث الطبيب برجاء : ارجوك يا جواد بيه دي اول غلطه و مش مقصوده انا فكرت لما اغير نوع العلف يبقي بوفر فرق السعر الكبير الي بينهم و اصلا المواشي هنا معتمده اكتر عالمراعي الطبيعيه مش العلف بس

جواد ببرود حاسم : و انت بتدفع من جيب ابوك ...طب الي وفرته من تمن العلف انا خسرت قصاده اضعاف عشان اوزان المواشي قلت ...مين هيعوضني الخساره دي 

جاء الطبيب ان يتحدث الا انه صرخ به و كأنه يراه : خلاااااص مش هقعد اليوم كله احكي معاك في امر منتهي اتفضل سلم شغلك لدكتور هاني و روح الحسابات خد حساب الايام الي اشتغلتها و انا اكراما مني مش هخصمها منك ...يلااااا


جلست ليلا في شرفتها بعد ان خلد والداها الي النوم ....شعرت بملل رهيب و ارادت ان تلهي حالها عن ذلك الشعور فاتت بكتابا لتقرئه و هي تستمع الي احدي اغاني نجاه التي تعشقها ...و لكنها وجدت حالها لا تشعر برغبه فيما تفعله و بداخلها شعور يلح عليها بالخروج و الذهاب الي مكانها السري ...فهي مثل العصفور الحبيس و الذي قد كره قفصه حتي لو كان من ذهب ...في لحظه تهور قامت من مجلسها و اتجهت للداخل ثم بدلت ثبابها الي بنطال واسع فوقه قميص قطني و قامت بلف وشاح حول راسها ووجها حتي لا يظهر منها الا عيناها و هي تقول مشجعه حالها : عادي يا دهب مانتي عملتيها مرتين قبل كده و محدش حس بحاجه ....نظرت فالمرأه و اكملت : ايوه صح عادي يعني انا هروح اقعد نص ساعه اشم هوا و ارجع بسرعه ....و فقط ....تسحبت من غرفتها بتمهل و قلبها يدق رعبا حتي خرجت من المنزل و منه الي الطريق المؤدي الي مكانها السري و الذي لم تكن تعلم انه ملكا لاخر 


شعر بحاجته للخروج مع صديقه الوفي جواده الشرس شبيه صاحبه ....تحرك من جناحه دون تفكير و اتجه الي الاسطبل ثم فتحه و كاد ان يدلف الا انه استمع للعامل المسؤول عن الفرس يتجه اليه مهرولا و هو يقول : جواااد باشاااا يا مرحب يا بيه بقالك يومين مجتش و الادهم هيتجن عليك

جواد : هو عامل ايه اوعي تكون اهملت فيه ...اقتلك 

الرجل و يدعي صبري رد عليه برعب : و الله ابدا يا باشا داني حاطو فعنيه

جواد : طلعهولي 

نظر صبري بزهول و لكنه اعتاد علي جنونه فتحرك دون ان يتفوه بحرف ثم اتي بجواد اسود سواد الليل و حينما اوقفه امام صاخبه اخذ يصعل بفرح و كانه يرحب به ....تقدم منه جواد و اخذ يملس علي شعره الناعم و هو يهمس في اذنه قائلا : وحشتني يا صاحبي ...عايز اروح المكان بتاعنا ...مخنوق...و كان فرسه فهم ما يعنيه فاخذ يهز راسه علامه الموافقه فما كان من جواد الا ان يمتطيه باحترافيه ثم انطلق به سريعا بعد ان فتح له العامل الباب الخلفي للسرايا

هو اعمي ...لا يري غير السواد الذي غلف حياته ...و لكن جواده يري و يحفظ الطريق جيدا ...اعتمد عليه ...صاحبه...ارتبط به...حتي اصبحا يشبهان بعضهما البعض في الكثير من الصفات ....شعر انه اصبح حرا طليقا وهو يسابق الرياح فوق ظهر جواده و الهواء يرتطم بوجهه الذي يحاوطه دائما بوشاح حتي وصل الي مكانه المحبب الي قلبه منذ اعوام بعيده ....كان المكان عباره ارضا خضراء قريبه من منبع الماء و بها اشجارا كثيره و ورود من مختلف الاشكال و الالوان ..و لكنه به شجره كبيره حينما تراه من بعيد تشعر انها تحتضن الارض و هي متجهه الي الماء ....يفضل دائما الجلوس تحت اوراقها الوثيره ...و لكنه لا يعلم ان شخصا اخر قد احتل جنته او ...صومعته الخاصه كما يطلق عليها 

ماذا سيحدث يا تري


سنري


متنساش ان الروايه موجوده كامله في قناه التليجرام

 والواتساب 




للانضمام جروب الواتساب


 (اضغط هنا




يمكنك للانضمام لقناه التليجرام 


 1/ ( اضغط هنا




و للانضمام علي جروب الفيس بوك 




1/ ( انضمام




👆👆👆👆




       📚 لقراءه الفصل الثاني من هنا ♡♡♡ 

             

                    ♡  الفصل الثاني ♡ 




✍️ لقراءه رواية الاعمي كامل اضغط هنا👇



              👈 روايه الاعمي كامله 👉


انتظروووووووووووووني


بقلمي. / فريده الحلواني 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-