أخر الاخبار

رواية الاعمي الفصل السادس عشر بقلم فريده الحلواني

رواية الاعمي الفصل السادس عشر بقلم فريده الحلواني 

رواية الاعمي الفصل السادس عشر بقلم فريده الحلواني


رواية الاعمي الفصل السادس عشر بقلم فريده الحلواني 

رواية الاعمي 

الفصل السادس عشر
 
بقلم فريده الحلواني 

 
كاد يجن ....قمه العجز...تملكت منه في غضون الدقائق التي استغرقها فارس وهو يقود بجنون ليصل في اسرع وقت لحبيبه اخيه


عقله يعمل في جميع الاتجاهات  .....يحاول ان يفصل قلبه عن عقله كي لا يخسرها ...و لكن ...كيف له هذا ...في الاخير هو بشر....مجرد رجل عاشق نسي كل ما تعلمه و فعله طوال عمره ..في لحظه شعوره بخسارتها 


اخرج هاتفه و قال بغضب : دكتوره يسرا .....جائه ردها علي الفور فقال : مراتي بتنزف نص ساعه و هكون عندك...فضي العياده فورا ....و فقط ...اغلق الخط في وجهها تزامننا مع وقوف اخيه امام بوابه السرايا الداخليه 


بمجرد ان هبط من السياره وجد تلك الحقيره تاتي تجاهه وهي تقول ممثله القلق : مالك يا جواد في حاجه يابني


لم يهتم ...بل اسرع الي الاعلي و خلفه اخيه 

و حينما وصل اليها صرخ بقهر : ددددهب

ايمان ببكاء : اهي يابني انا محركتهاش من مكنها

هبط علي ركبتيه و دموع حبيسه تلح للخروج و لكنه ابي ان يخرجها الان و هو يتحسس نبضها ثم مد يده ليلمس بقعه الدماء التي اتسعت و يفركها بين اصبعيه كنوع من الاختبار


اغمض جفنيه بقوه ثم بدون حديث حملها بين زراعيه و كاد ان يتحرك الا انه تفاجأ بتوحيده تصرخ به : عملت اااايه في بنتي ....موت البت..

ايمان بجنون : اااااخرسي ...سيبيه يلحق البت الي بتنزف الاول يا غبيه

توحيده بامر : انا هاجي معاك عشان اوديها للدكتور بتاعي مش هأمن لغيره


هنا طفح الكيل ...حبيبته تنزف بين يديه و نبضها ضعيف و تلك الحقيره تتشاجر معه

صرخ بجنون : فاااااارس ابعد بنت الكلب ال###### من طريقه عشان ##### سااااالمعه ...ابعدددددي

سحبها فارس بغل من زراعها و القاها بعيدا مما جعل جواد يخرج من الجناح وهو يقول بصوت عالي اثناء جريه : هددددي اقفلي الجناح مش عايز حد فيه خااااالص ....حااااالا 


نظرت هدي لكلا من توحيده و فاطمه اللتان ما زال يقفان بالداخل بعد ان خرجت روان و جيهان ليحاولو تهدئه الاطفال المزعورين خاصا حبيبه و قالت : انتو واقفين كده ليه مسمعتوش جواد قال اااايه اتفضلو بقي عشان اقفل و احصلهم

فاطمه بحقد : طالعين ياختي يعني قاعدين فالجنه 

فاقت توحيده من صدمتها بعد ان وقعت ارضا بسبب دفع فارس لها ....هرولت خلفهم و هي تسب و تلعن في جواد و اخيه و كل ما يشغلها ان تلحق بهم لتكمل باقي خطتها


اتصلت بمحمد و قالت بصراخ كاذب : الحق يا محمدددد دهب 

وقع قلبه في قدميه رعبا و قال : مالها دهب عملتي فيها ايه

توحيده : معملتش حاجه و معرفش مالها كنت جايه بالصدفه اشوفها لقيتها سايحه في دمها و الزفت الي بليتنا بيه خادها و جري بيها و فارس ضربني ..شوف اخد بنتي فين يا محمد انا عااااايزه بنتي


اغلق معها و اتصل علي فارس الذي يقود السياره بسرعه فائقه و اخيه يجلس بالخلف و بين زراعيه تلك الغائبه عما يحدث حولها


رد فارس بجزل : عمي انا سايق عشان الحق بنتك تعالي علي مركز الدكتوره يسرا ....سلام....و فقط اغلق معه لينتبه للطريق

قالت ايمان التي تجلس بجانبه : ربنا ينجيكي يا بنتي ...ايه الي صابك بس

ضمها جواد بقوه و ....ضعف اصاب قلبه من شده خوفه عليها ...همس في اذنها بوجع : اوعي تسيبيني بعد ما لقيتك يا دهبي...جواد يموت من غيرك.....هقع و هتعمي بجد لو سبتيني يا ....وجعي


وصل اخيرا الي المركز الطبي الذي يعرف صاحبته جيدا .....و بمجرد ان وقفت السياره امام الباب ...وجد الطبيبه في انتظاره و معها طاقم طبي كامل و فراش نقال ....وضعها فوقه و سار بجانبه وهو يمسك يدها بتملك 

....تركها فقط امام غرفه العمليات الصغيره و المجهزه للتعامل مع بعض الحالات البسيطه 


ربت فارس علي كتفه و قال بغموض : انا خدت بالي مالي عملته فالعربيه ....حقك مقدرش انطق كلمه...بس عشان خاطرها هي ...هي بس يا جواد خد بالك و اتصرف زي ما اتعودت ....تمام

نظر لاخيه و قال : متخافش ...و فقط ....اسند ظهره علي الحائط المجاور للباب و شرد بعيدا ...عقله يعمل و يحلل ما حدث....اما قلبه فكان بالداخل ...معها 


حضرت توحيده مع زوجها و يرافقهم عبيد الذي وقف قبالت ابنه يربت علي كتفه و يقول : سليمه يابني ان شاء الله

زفر بوجع و لم يستطع الرد .

محمد بحزن : مال دهب يا جواااد هي دي امنتي ليك انت عملتلها ايه

لم يلقي بالا لما يسمعه و لكن اخيه هو من رد عنه و قال : عملها ايه ازاي يعني ...احنا كنا فالشغل و كان بيتصل يطمن عليها ...اول ما سمع صوتها تعبان رحلها جري

نظر له محمد بتيه و قال : يعني مش هو السبب ...و انت مضربتش امها

تدخل عبيد بحسم : مش وقت الكلام ده ...نطمن عالبت و بعدين نفهم 

توحيده بدموع التماسيح : انا عايزه بنتي مليش دعوه ...و كمان انا مش مطمنه للدكتوره دي انا كلمت دكتور فخري الي عارفينو من زمان و هو جاي في السكه بعربيه اسعاف عشان ينقلها المستشفي بتاعته


نظر لها الجميع بصدمه من ذلك القرار الذي اتخذته وحدها

اما جوادنا المهموم قرر ان يطيح بها و ليحدث ما يحدث ....تحرك تجاهها بغضبا جم ...ثم امسكها من فوق حجابها بعنف حتي انه كاد ينخلع عنها وقال بتهديد صريح : عاااارفه يابنت الكلب يا ##### لو ما غورتيش من وشي ...علياااااا الحراااام من ديني لكون قاتلك و مخلص الدنيا من شرك ....نظر داخل عيناها و قال بوعيد : عاااااارفه لو ليكي يد فالي حصلها ...مش هرحمك سااااامعه

لحقه فارس سريعا و امسك به و قال بمغزي : انت اتجننت يا جوااااد دي امها يا اخي استحاله تاذيها و بعدين ماهي كانت لسه داخله الجنينه لما وصلنا ...اهدي و بلااااش تخلي زعلك علي دهب يأثر علي عقلك


تركها....و صمت الجميع......و الكل يفكر فيما يخصه......حتي انقضت ساعه ببطيء مميت ...خرجت بعدها الطبيبه و قالت : اطمنو يا جماعه الحمد لله عدت علي خير

جواد بصوت يملأه الوجع : قوليلي فيها ايه يا دكتوره لو سمحتي متخبيش عليا

نظرت له و قالت بمغزي : اطمن هي بس كان في بوادر حمل بس واضح ان بسبب العلاقه الحميمه مكملش

توحيده بغل : حمل ااايه دي بقالها اتناشر يوم متجوزه 

يسرا : واضح انه حصل ليله الدخله و كان معاد التبويض بتاعها يا حاجه عادي بتحصل ...نظرت لجواد و اكملت : بما انك جوزها اتفضل معايه عالمكتب عشان اقدر افهمك الي حصل بشكل اوضح بدون احراج 


جلس امام الطبيبه و قال بذكاء : ايه الي مش عايزه تقوليه قدامهم يا يسرا ...انا عارفك من نبره صوتك

ابتسمت الطبيبه بود و قالت : طول عمرك ذكي و لماح من ايام ما اشتغلت معاك في اخر مهمه و انا فهمت دماغك 

جواد بنفاذ صبر : ااااخلصي مش وقت تطبيل

يسرا بغيظ : يا ساااتر دايما دبش ....تنفست بعمق و قالت بجديه : احمد ربنا يا جواد انك لحقتها ...لو كنت اتاخرت ساعه واحده بس كان زمانها شايله الرحم

انقبض قلبه الما و قال بوهن : يعني ايه

يسرا : النزيف الي حصل لمراتك من خبرتي اقدر اقولك انو مش طبيعي ...انا اخدت عينه و هحللها بنفسي عشان اتاكد من شكوكي ...و طبعا  كل الي قولتو بره  مش صح بس انا اضطريت اقول كده لاني عارفه حساسيه وضعك و كمان مضمنش مين معاك و مين عليك

جواد برعب : طب هي حالتها ايه دلوقت

يسرا : طبعا وقفت النزيف و اديتها ابر مضاده للماده الي انا شاكه انها دخلت جسمها ...يعني الحمد لله بقت تمام بس جدار الرحم اضرر شويه فهنضطر تاجل موضوع الحمل يعني عالاقل ست شهور لحد ما رحمها يرجع لحالته الطبيعيه

جواد بثقه : مش مهم حمل خاااالص المهم هيا

يسرا بابتسامه : لا مش للدرجادي ده اجراء احتياطي مش اكتر و الله هي زي الفل متقلقش

زفر بهم و قال : طب انا عايزك تفضيلي المركز خااالص الايام الي هتقعدها فيه ...مش عايز غيرك انتي و ممرضه واحده بس تكوني بتثقي فيها و علي ضمانتك ...و انا متكفل بمرتبات الناس الي هتقعد من الشغل الكام يوم دول و كمان الي هتطلبيه عشان قفل المكان 

يسرا بزعل : كده بردو يا جواد و الله زعلت منك ...دانت انقذت حياتي ...جاي دلوقت مش عايز تديني فرصه ارد جزء من جمايلك عليا 

قبل ان يرد عليها سمع اصواتا عاليه بالخارج 


توحيده : لازم دكتور فخري يكشف عليها عشان اطمن يا محمد ...مش كفايه اتهنت قدامك و سكت كمان مش عايز اطمن علي بنتي

دكتور فخري : المركز هنا مش مجهز لحاله دهب الي وصفتهالي الحاجه ...انا جبت عربيه اسعاف معايه عشان انقلها فيها

همست يسرا لجواد بجديه : جواد ...انا بعد ما شوفت الدكتور زفت ده ...احب اأكدلك ان الموضوع في أنه ...انت عارف انه مرتشي و شغله كله شمال


وقف قباله الطبيب و قال بهدوء ما قبل العاصفه : دقيقه ....دقيقه واحده لو مكنتش اختفيت من المكان ...قسما بربي لتكون في قبرك الليله ...ساااااامع

انتفض الطبيب زعرا و غادر دون ان يتفوه بحرف...فهو يعرف هذا المتجبر حق المعرفه ...و لن يستطع مجابهته فلتحترق تلك الشمطاء ...الاهم حياتي


جلست روان و هدي و جيهان في حاله من الحزن البالغ علي تلك الرقيقه التي دخلت قلوبهم من اول لحظه رؤوها فيها ....حتي الاطفال ....لم يمرحو كما عادتهم و حبيبه ...تلك الصغيره التي تلقت صدمه لن تنساها جلست منزويه وحدها بعد ان رفضت ان يجلس معها احد

اقترب منها محمود ابن عمها و قال بهدوء : تيجي الاعبك بالمرجيحه 

هزت راسها برفض و لكنه لم ييأس فقال متصنعا التعب ..: انا تعبان خااالص

انتفضت بخوف و قالت بدموع : ليييه انت هتبقي زي دهب و ياخدوك المستشفي

ملس علي شعرها بحنو و قال : لا انا بس عشان ماكلتش 

حبيبه ببرائه : قول لماممتك تعملك اكل

محمود بحزن حقيقي : ماما مش فاضيه و كمان مش بعرف اكل لوحدي....نظر لها برجاء و اكمل : تاكلي معايه يا بيبه

حزنت عليه كثيرا فهو قريب لها للغايه فقالت بطيبه : ماشي بس حبه صغننه عشان انا زعلانه 

ابتسم لها برفق ثم امسك كفها الصغير و قال وهو يتحرك بها تجاه المطبخ : تعالي نقول لداده دلال تعملنا سندوتشات و تجبهالنا عند المورجيحه

تحركت معه بهدوء ...و لا تعلم ان شبيه عمه يفعل كل ذلك كي يخرجها من حاله الصمت المسيطره عليها


هدي : الواد ده حنيه الدنيا فيه بس امه هتدمره

روان : محدش يعرف فاطمه دي قدي ...تنهدت بحزن و اكملت : ايام ما ابويا و اخويا كانو بيملو دماغي كره و سواد ناحيه عمي و ولاده كانت هي اكتر واحده بتبخ سمها ...لولا مصطفي حبيبي هو الي ردلي عقلي و خلاني مسمعش ليهم 

جيهان : نفسي اعرف ناقصهم ايه عشان يحقدو علي عمو عبيد وولاده كده ....بس هقول ايه ...زرفت دموعها و لم تستطع تكمله حديثها

اقتربت منها هدي و ضمتها بحنان ثم قالت : انتي قولتي لاهلك انه خطب و هيتجوز عليكي

جيهان بقهر : اتصلت ببابا قولتله ....بهدلني و قالي حقه يتجوز بدل الواحده اربعه ادام قادر يصرف عليهم و انتي و لا اول واحده و لا اخر واحده جوزها يجبلها ضره....شهقت بقهر و اكملت : قال و انا الي مردتش اكلم امي عشان مسمعش منها الكلمتين دول ...فكرتو ممكن ينصفني ...المشكله اني مش هتحمل الوضع ده مش حبا فيه ...لا و الله ...لان عارفه اني هعيش مزلوله ..بس بردو هروح فين اهلي قفلو بابهم في وشي 

روان بحزن : حقك عليا و الله انا كلمته كتير بس هو مصمم و كمان بابا مقويه

جيهان : شكلي هاخد بناتي و هطفش منهم كلهم و محدش هيعرفلي طريق

هدي بحكمه : اصبري ...اصبري لحد الاخر و صدقيني لو لقيتي الوضع فوق احتمالك انا بنفسي هخلي فارس و جواد هما الي يخلصوكي منه 


جلس جانبها يملس علي شعرها بحنان و يقول بداخله : فوقي يا دهبي ارجوووكي ...مش قادر استحمل وجع قلبي عليكي ...فتحي عينك بس خلي شمسي تطلع ...و غلاوتك في قلبي الي هيموت عليكي لجبلك حقك ...نظر امامه و اكمل بتصميم : حتي لو هديت كل الي عملته فسنين ...لجل عيونك انتي بس ...هخسر كل حاجه ...المهم تفضلي معايه و بس ....يا عشق قلبي و ...وجعه


و صغيرته شعرت به و قررت ان ترحمه ...انت بالم طفيف و هي تحاول فتح جفونها 

انتفض بقلبا وجل و هو يحاول ضمها بهدوء ثم قال : قومي يا دهبي ...افتحي عينك عشان جوادك يرجع يشوف بيها 

همست اسمه بوهن ...ضمها اكثر و قال : يا قلب جواد و حياته الي ملهاش لازمه من غيرك ...اتكلمي يا حبيبي ...سمعيني صوتك عشان روحي تترد فيا

امسكت ثيابه بضعف و قالت : ايه الي حصل ...انا فين

رفعها بتمهل ووضعها داخل احضانه ثم قال : احنا فالمستشفي حبيبي عشان تعبتي شويه

ردت عليه بصوت ضعيف : انا اخر حاجه فكراها لما شربت المانجا و بعدها بطني وجعتني جامد و انت كلمتني ...مش فاكره حاجه تاني ...انتفضت بوهن و قالت بزعر : حبيبه ...حبيبه كانت بتعيط و خايفه

ربت علي ظهرها بحنو و قال : اهدي حبيبي ...هي كويسه متخافيش ...و انتي اغمي عليكي و انا جيتلك علي طول...تنهد بهم و اكمل : كنت قاعد بشتغل مع فارس ...فجأه قلبي وجعني ...عرفت وقتها ان فيكي حاجه عشان كده اتصلت اطمن ...قلبي عمره ما كدب عليا من ناحيتك يا دهبي ....كوب وجهها و قال بجديه : عايز اطلب منك حاجه ...بس ارجوكي تفهميني و متزعليش...و تساعديني

نظرت له باهتمام و قالت : حاضر ...مش هزعل ..بس انا مش بعرف اساعد حد 

قبلها برفق و قال : لا هتعرفي ...انا واثق فيكي حبيبي

دهب : طب قول 


خرج لهم بعدما اراحها فوق الفراش و قال بجديه : فارس هاتلي كام واحد من رجالتنا ووقفهم علي باب المركز تحت و هنا ...و اتصل بمصطفي يجيلي حالا 

محمد بحزن : في ايه يابني ..ليه كل ده و دهب فاقت و لا لسه ..انت رافض اي حد يدخلها و قاعدين مش فاهمين حاجه

جواد بهدوء : لسه مفاقتش ...انا قولت للدكتوره تحقنها بمهدأ عشان تفضل نايمه اطول فتره ممكنه ....مش هتحمل تفوق و تتوجع

عبيد : مش مهم يابني ..المهم انها بخير

جواد : بخير يا بابا الحمد لله ..اتفضل حضرتك خد الجماعه و ارجعو البيت القاعده ملهاش لازمه

توحيده بمسكنه : انا مش هقدر اسيب بنتي ...انا هفضل معاها

جواد بحسم : محدش هيفضل معاها غيري ...و هي كده كده نايمه يعني وجودك زي عدمه 

ايمان : طب يابني الي يريحك انا هرجع مع ابوك ...و كمان شويه هجيلك تاني اجبلك هدوم ليها و اكل كمان


ذهب اربعتهم و ظل اخيه منتظرا وصول مصطفي الذي اتي لهم بعد فتره قصيره 

تحدث جواد بجديه و قد اتخذ قراره الذي لن يثنيه احدا عنه

قال بحسم : فارس انت هتفضل هنا متتحركش مهما حصل و الرجاله هتفضل معاك.....و انا هسافر انا و مصطفي حالا القاهره

فارس بعصبيه : انت اتجننت يا جواد ...انت كده هتهد كل الي عملته

رد عليه بتصميم : ريح نفسك انا مش هرجع عن الي فدماغي ...وجه حديثه لمصطفي قائلا : جاي معايه و لا ااااايه

مصطفي : معاك طبعا


وقفت سياره مصطفي التي كان يقودها و بجواره جوادنا الجامح امام احدي البنايات الشاهقه القابعه داخل احدي ارقي احياء مدينه القاهره


هبطا منها سويا و بعد احكام اغلاقها بالقفل الالكتروني دلفا سويا ثم صعدا بواسطه المصعد الكهربائي الي الطابق العاشر و الذي لا يوجد به غير بابا واحد.....فتحه مصطفي و افسح له المجال 

و بمجرد ان دخلو اثنتيهم تحول هذا الجواد الي اسدا غاضب ....تحرك تجاه غرفه نومه الخاصه و فتح خزانه الثياب ...اخرج منها حله سوداء انيقه يصاحبها قميصا من نفس اللون و بدأ تبديل ما يرتديه بها

مصطفي بتردد : انا مش هقدر اعارضك فالي ناوي عليه ...انما حبيت افكرك انك متراقب

جواد : عارف و عامل حسابي متخافش مش بسيب حاجه ابداااا للصدفه....و فقط ....انهي ما يفعله و سحب مفتاح سياره اخري غير التي اتو بها ....ثم اتجه الي المطبخ و منه خرج من بابا خلفي يؤدي الي الجهه الاخري للبنايه


ضغط علي زرا في يده فاصدرت السياره صوتا دليل علي فتحها


اتجه ناحيه باب السائق و فتحه بعصبيه ثم صعد خلف المقود و اغلقه خلفه باحكام 

اغمض عينه لبعض ثواني ثم قام بالنظر للمراه الاماميه ...مد يده داخل عينه ليخلع عنها تلك العدسه الشفافه في شكلها ...و لكن مهمتها ان تحجب الرؤيا عنه ليصبح حقا....اعمي

وضعها داخل جرابها الخاص ثم ادار محرك السياره و انطلق سريعا الي وجهته


بعد ان صمم جواد ان يذهب الجميع لم يجد محمد له رغبه في العوده الي المنزل مع تلك الحقيره ...اقترح عليه عبيد ان ياتي للجلوس معه علي ان يعودو ليلا للاطمأنان عليها


انتهزت هي الفرصه و عادت وحدها و بمجرد ان اغلقت الباب اتصلت بشبيهتها و حينما جائها الرد قالت بغل : كل حاااااجه باظت ....ابن الكلب خربلي كل الي خطت ليه

فاطمه بزعر : ازااااي اوعي يكون كشفنا

توحيده باستهزاء : انتي هبله يا بت و هو لو كان كشفنا كان زماني بكلمك 

فاطمه : فهميني طيب ايه الي حصل

توحيده : انا جيت زي ما اتفقت معاكي علي اساس اسال عليها ...صدفه يعني و كنت متفقه مع فخري ان هوديهالو عشان يشيل الرحم ...طبعا معرفش ان هلاقي الزفت جواد ....اخدها عند الدكتوره يسرا ياختي و لما صممت و عملت الشويتين بتوعي عشان فخري ياخودها عنده ...مسك فيا و بهدلني 

فاطمه بغل : انا معرفش ايه الي رجعه ...احنا كان ترتيبنا كله انه يكون في الشغل و انتي تاخديها لفخري و علي ما يوصله الخبر و يحصلك عالمستشفي يكون الدكتور شال الرحم و خلصنا 

توحيده : ده الي هيجنني اااايه الي رجعه ...دي حتي معهاش تليفون عشان تتصل بيه يلحقها ...

فاطمه : طب و بعدين ده الشيخ كان مرتب حاله علي الرحم بتاعها مش هو قال لعباس ...عايز دم رحم بكر لسه مفتوحه ....كده كل حاجه باظت

توحيده : لا لسه الموضوع في ايدينا هو قال قبل ما يهل عليها هلال الشهر العربي الجديد يعني قدامنا حوالي اسبوعين نقدر نعمل فيهم الي عايزينه

فاطمه بخوف : انا مش هقدر احطلها حاجه تاني يا خالتي كده هروح في داهيه

توحيده : اطمني ربنا ستر و الدكتوره الهبله افتكرته حمل و نزل لما نام معاها و عالعموم لو معرفتيش انتي ...انا هبقي اخلي محمد يعزمهم عندي في يوم و احطلها انا الدوا ...ووقتها محدش هيلحقها

فاطمه بفضول : انتي ليه يا خالتي بتكرهي دهب كده دي بنتك الي محلتكيش غيرها 

توحيده بغل : تغوووور هي و ابوها يا نن عين خالتك انا ابويا و اهلي و عيالي القرش ...و بس 


اوقف سيارته المعتمه امام بوابه مبني جهاز المخابرات الحربيه ...و بمجرد ان رأه مسؤول الامن فتحها له علي الفور و هو يؤدي له التحيه العسكريه ....

صعد الي الطابق الثالث و مشي في طرقاته وهو يدق الارض بقدميه و لم يلقي بالا لكل من يؤدي له التحيه العسكريه و يقفون له احتراما ...و لما لا ...و هو الرائد جواد التهامي ...من اكفأ ظباط المخابرات  الحربيه...و اكثرهم شراسه و عنفا....تجنبه الجميع وهو يسير بينهم في هيئه غاضبه ..فبرغم وسامته التي ظهرت بوضوح مع ارتداءه تلك الحله السوداء الفاخره ...مع طوله الفارع و جسده العريض ...ناهيك عن عيونه السماويه التي اصبحت ملبده بالغيوم فكان مظهره ...حقا....مرعب


دون ان يلقي بالا ان ذاك الذي سيقتحم مكتبه الان هو رئيس الجهاز ...امسك المقبض و اداره بهمجيه ثم دلف للداخل و اغلق الباب ورائه بقوه ثم قال لذلك الذي انتفض خلف مكتبه : تعالي يا جوااااد البلد محتجاك ...ماااااشي....ابني الي مشفتوش و مراتي يتقتلو ...ماااااشي....اتعمي و كنت هموت....ماااااشي.....كمل عشان بلدك ....ماااااشي ....عيش اعمي بجد عشان تكشفهم .....ماااااشي.....صرخ بقهر وهو يضع يده علي خافقه المتألم ثم اكمل : انما قلبي لاااااا سااااامع....دي بالذاااات ...لااااا يا باشاااا سااااامع ...قولتلي متخافش...قولتلي هنحميها...قولتلي كل حاجه عارفينها ...صححححح....تقدر تقولي ازاي ماده محرمه دوليا وصلت لايد ال #### دي.... فين حرس الحدود هاااااا.....كنت هخسرها في لحظه ....لولا اني حسيت بيها ...انا مش هكمل...... تماااااااام

تركه يخرج غضبه الذي له كل الحق فيه و لكن عند تلك النقطه التي لن يسمح له بفعلتها ...وقف منتصبا كقائد اعلي فالجيش و صرخ به : ثاااااابت يا حضره الظااااابط

فرد جسده سريعا ثم رفع يده بجانب راسه و قال بغل : تمااام يا فندم

هكذا اعاد له رشده و لو قليلا ....اتجه اليه و وقف قبالته ثم ربت فوق كتفه و قال : حقك تزعل ...بس مش من حقك ابداااا تنسي انك ظابط فالجيش و ان احترامك للقائد بتاعك ده واجب عليك....و بعدين يا حضرت الظابط احنا كلنا عارفين ان روحنا علي كفنا ...في اي لحظه ممكن نموت فدي تراب البلد ...كام مره اتمنيت تستشهد و انت بتحارب الارهاب ايام ما كنت قائد كتيبه صاعقه ...حتي لما اخترناك تبقي واحد من ظباط المخابرات لكفائتك ..كنت بردو بتختار المهمات الصعبه عشان بس تنول الشهاده.....جاي دلوقت تقولي مش مكمل ...مش جواد التهامي ابداااا الي يهرب من واجبه تجاه بلده ...مهما كان التمن

رد عليه بانهزام عاشق ...: انا روحي فدي بلدي ....بس هي لااااا....مش هكلمك علي اساس القائد بتاعي ...لا هكلمك علي انك كنت في يوم و مازلت ابويا التاني الي كمل تربيتي ووصلني للي انا فيه.....قلب ابنك اتوجع قد ايه علي يدك و انا شايف الي بيجرالها و مش قادر اقرب.....كام مره جاتلي حمي لما كنت بحس ان فيها حاجه....و الدكاتره يقولو سبب نفسي مفيش حاجه عضويه ....و محدش كان بيصدقني غير لما تجيلك الاخبار و تعرف انها مكانتش بخير .....انت نفسك كنت بتستغرب ...ازاي ممكن حد يحس بحد كده ....انا اموت فدي بلدي ...بس هعيش ازاي من غيرها ...طب هتحمل وجعها ازااااي ...عارف لو كان الرحم اتشال ...كانت هتدمر اكتر ماهي مدمره ....انا مكنش هيفرق معايه اقسم بالله ...بس هي ...مكنتش هتتحمل ...وجعها بيحرق قلبي ...ليه مش عايز تفهم.....عارف ....انا اتصبت كتير ....و جروح الطعنات الي اخدتها ماليه جسمي ....حتي الحادثه و وجعها ....كل ده ميجيش واحد عالمليون من الوجع الي بحسه لو دمعه نزلت منها ....انا بعشقها يا ريس ...افهم ده 

كاد القائد ان يبكي بعدما سمع هذا الحديث الذي خرج من اعماق قلبه ...المتألم علي صغيرته ...و التي عانت كثيرا و هو عاش سنواته المنصرمه يتالم في صمت لوجعها ...و يصبر حاله ان الايام ستمر ...و ستكون معه و له ...و حينها سبعوضها عما عانته 


ربت علي يده التي وضعها فوق خافقه مع اخر كلمه تفوه بها و قال : و حيات ابني الي اتمنيت يكون من صلبي لهحطهم تحت رجليك ...تعمل فيهم الي يشفي غليلك....


جلس جواد بتعب فوق اقرب مقعد ثم قال : يسرا لسه هتحلل دمها بس انا من خلال خبرتي مفيش غير ماده واحده بس هي الي تعمل كده.....وصلتلها ازاااااي....انا هتجنن كل ما نقول خلاص قربنا و هنخلص منهم يتسرسبو من بين ايدينا زي المايه ....عايشين وسطنا و بيعملو كل البلاوي دي و مش قادرين نمسك عليهم حاجه


القائد و يدعي يامن : هنوصل ...بامر الله هنوصل ...مش هيبقي اصعب من القضايه الي كنا فاقدين الامل فيها و اتحلت ...بس انا عايز الرائد جواد التهامي الي اسمه بيرعب اكبر المجرمين و اخطرهم ....اركن العاشق علي جنب عشان تقدر تحلها بسرعه و تعيش بامان انت و حببتك

جواد : .......


اليوم ......لن اسالكم ماذا سيحدث....بل....

اليوم .....ستبدأ قصتنا ....فلنري اذا كنا نستطع فك الالغاز ....ام ...لا

ماذا سيحدث ياتري 

سنري 


متنساش ان الروايه موجوده كامله في قناه التليجرام

والواتساب 




للانضمام لجروب الواتساب 



 (اضغط هنا



يمكنك للانضمام لقناه التليجرام 




 1/ ( اضغط هنا



و للانضمام علي جروب الفيس بوك 



1/ ( انضمام




👆👆👆👆



📚 لقراءه الفصل الثاني من هنا ♡♡♡ الفصل السابع عشر 




✍️ لقراءه رواية الاعمي كامل اضغط هنا👇




      👈 روايةالاعمي كامله 👉


انتظروووووووني


بقلمي. /  فريده الحلواني 



تعليقات



حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-