روايه الثعبان الفصل الثلاثون والاخير بقلم فريدة الحلواني
روايه الثعبان الفصل الثلاثون والاخير بقلم فريدة الحلواني
روايه الثعبان
الفصل الثلاثون والاخير
بقلم فريدة الحلواني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
بدأت رحلتنا بالاتفاق مع شخص ليس له قلبً ينبض ...كاره للحياه
و انتهت بغرقه في عشقً كاد ان يزهق روحه و اصبح متمسك بالحياه بكل ما أوتي من قوه و...عشق
حقا ...العشق يبدلنا لأناس أخرون ...يجعلنا نحب الحياه بل و تصبح التضحيه بالنسبه لنا اقل ما نقدمه لمن سلب القلب و أسر الروح
ألتزمت الصمت بعد ما دار بينهما داخل المكتب ...علمت انها لن تقوي علي أتخاذ اي رد فعل مع ...ليس بسبب ما يفعله او يقوله فقط...بل لأنها تحتاجه معها ...تريد أن تنعم بوجوده ...ذلك الخافق الذي ينبض بقوه داخلها خذلها...جعلها تسامحه قبل حتي ان تبدأ في عقابه ....حتي انها لم تجد داخلها ذره غضب او حزن تجاهه
و كيف لها ان تفعل ذلك و قد أصبحت غارقه في عشق ثعبان احكم التفافه حول جسدها و روحها معا
أسبوع مر علي اخر ما حدث ...حاولت التزام الصمت فيه و لكنه لم يعطها الفرصه ....لم يتركها لحظه دون ان يعتزر تاره ....و يعبر عن عشقه لها تاره اخري ....و الكثير من الأوقات يتواقح معها حتي يجبرها علي الردوخ
جلس مع رامي و مصطفي داخل حجره مكتبه الخاص
نظر لهما بهدوء لم يكن يعرف معني له ثم قال : انا عايز اعمل فرح
تطلع الاثنان له بفرحه و قال رامي بابتهاح : بجد ....احلي و اكبر فرح هيتعمل ليك ....يااااه مش هتتخيل انا فرحان قد ايه كنت خايف تقول ملوش لازمه
ابتسم بحلاوه ثم قال : و ليه لا ...انا نفسي افرح و افرحها ...عايز العالم كله يعرف أنها بتاعتي ...نوري حببتي
مصطفي : مبارك عليك يا صاحبي ...طب حددت المعاد و لا لسه عشان علي أساسه هرتب نفسي
رامي : ترتب نفسك في ايه مش اتفقنا تكتب الكتاب الجمعه الجايه في حفله عائليه كده
مصطفي : عايز اوضب شقتي ...الوضع اختلف عن ما كنت عايش فيها لوحدي
عيسي : هو انت ناوي تسيبنا و تعيش لوحدك
نظر له باستغراب ثم قال : اسيبكم ازاي يعني ...مانا معاكم يابني بس خلاص بقي ...ابتسم بفرحه و هو يكمل : بقي ليا زوجه و اولاد ...بقالي عيله يا عيسي هخلص شغلي و ارجعلهم بدل ما كنت ببات هنا عشان مقعدش لوحدي في شقتي الي مافيهاش روح
تنفس بعمق ثم قال : طب و ليه تمشي اصلا القصر كبير خليكم معانا
ابتسم مصطفي بود ثم قال : لا يا عم كفايه اكون معاك في الشغل ...خلي كل واحد يعيش براحته في بيته
نظر له بحزن ثم قال : خلينا نعيش كلنا مع بعض يا مصطفي ...انت اخويا الوحيد مش مجرد صاحبي ...انا اتحرمت من جو العيله و ان يكون ليا اب و اخوات ...و انت كمان عشت عمرك لوحدك اهلك ماتو و اخوك سافر و مرجعش و باقي عيلتك كل واحد مشغول في حياته
خلينا نعيش سوي و نعمل عيله كبيره نحس وسطها بالدفي الي اتحرمنا منه طول حياتنا
الولاد ماليين علينا البيت و عملين روح فيه عشان خاطري ...انا مش عايز حد مالي بحبهم يبعد عني ...انا مليش غيركم
مصطفي بتردد : بس يا عيسي ...مش عارف كده كتير بجد
عيسي : كتير علي ايه يا متخلف انت ...احنا اخوات و لا انت ليك راي تاني
رامي : خلاص يا مصطفي عيسي كلامه صح خلينا سوي يابني العزوه حلوه
مصطفي : و انت طبعا قاعد هنا
ضحك رامي بصخب ثم قال : تفتكر حتي لو عايز امشي القادره الي ربنا ابتلاني بيها هتسيب بنتها ...دي بعد ما طلعت عيني عشان توافق رفعت حاجبها و قالت : انا مش هسيب بنتي ده شرطي الوحيد
ضحكو معه علي طريقته في تقليد الاء ثم قال عيسي بفرحه و غيظ : شوف مش انا مش طايقها عشان بتقوي البت عليا ...بس حبيتها لما عملت كده
اليوم...لا مثيل له ...اضواء مبهجه ملأت القصر الذي أقتظ بهوه بالكثير من الحضور الذين يقفون انتظارا للنور الذي سيسطع في سماء هذا العاشق
العاشق الذي يقف بنفاذ صبر و يسب كل من يحاول المزاح معه ....سؤال واحد فقط هو ما يسيطر علي عقله ....لما تأخرت كل هذا الوقت ....منعته الاء من رؤيتها منذ يومان ...و أقامت حصارا ضاري عليها ....صرخ و غضب و هدد ....كل هذا لم يجدي معها نفعا مما اضطره للردوخ
التف حوله كلا من ...بدر ..عدنان ...عمر ...حسن ...و معهم مصطفي
مازحه عدنان كعادته : الصبر ياخوي ...كلها كام ساعه و تكون وياك ...ابجي احبسها بجي اسمع مني
ضحك بدر و قال بغيظ مازح : متاكد ان هو الي هيحبسها ...اقسم بالله هما الي بيحبسونا يا جدع
نظر حسن تجاه غاليته و قال بعشق : احلي جالسه...لا و متراقبين كمان
تطلع عمر الي حبيبته التي تقف مع مهره و البتول و غاليه التي تعرفت عليهم حديثا ثم قال : واقفين قدامهم و بردو شاكين فينا
ضرب بدر علي كتفه ثم اكمل بغل : كله من مراتك ...انا لازم اقطع علاقتي بيك كفايه كده
ضحكو عليه ثم قال مصطفي بحكمه : برغم كده بس من جواكم مبسوط ...في حد بيدور عليك ...بيخاف عليك...بيهتم بيك ...انت بالنسبة له محور حياته ...كل ده بالدنيا و ما فيها و الله
قبل ان يرد عليه أحد...وجدو عيسي انتفض و تحرك كالمسحور من بينهم حينما خفتت الأضواء من حوله ....ليضيء نوره اعلي الدرج
ارتدت له الابيض الذي كان يتحدي بياض قلبها ...تأبطت زراع رامي الذي قرر أن يسلمها له بأبوه
دمعت عيناه و هو يراها تتهادي بتمهل فوق الدرج نظرا لكبر حجم الثوب الملكي الذي اختاره هو دون حتي ان يأخذ رايها
و المليحه كما يلقبها الشيخ بشار كانت تنظر له بعيون لامعه بدموع الفرحه التي تحولت لزهول....حينما وجدته يهرول ...بل يقفز فوق الدرج كي يصل اليها بعد ان نفذ صبره
خطفها من رامي الذي صدم من فعلته ...حولها من فوق الأرض و الصقها به ...تطلع لها بعيون تصرخ عشقا و هنا ....صمتت الأصوات و فرغ العالم الا من كلاهما ....لم يجد ما يقوله ...بل اختنق صوته الذي لم يقوي علي إخراجه من شده ما يشعر به
و لكن هذا العاشق الوقح الذي لا يهتم بالعالم من حوله طالما نوره بين يديه و داخل ضلوعه ....كان له طريقه اخري في التعبير عما يجيش داخل صدره
لا يكفيه حملها او احتضانها ...بل كان ثغرها الذي نقش عليه بحروف ً من نور اسمي معاني العشق هو سبيله الوحيد في التعبير عما يريد قوله
انطلقت الصافرات و بدر يمازحهم قائلا : الواد ده خليفتي فالملاعب
و رامي الذي جز علي اسنانه غيظا رغم دموع فرحته من تلك الفعله الجريئة
فاق من تلك المشاعر التي سيطرت عليه حينما لمح الاء تتحرك كي تصعد لهم بملامح متجهمه ....علم انها لن تنوي خيرا بترول اليها تاركا ذلك المختل الذي بدأ يصعد الدرج بدلً من يهبط بها دون ان يفصل قبلته
و بينما كان رامي يهبط سريعا ...وجد الرجال يصعدون الي الاعلي فصرخ بهم : الحقو المجنون الي فضحنا ده
جزبه حسن بشده و هو يقول بغيظ مازح : رايح فين يا برنس الطريق من هنا
و هنا ....عاد الي ارض الواقع ...ابتعد عنها دون ان يتركها و قال ببهوت و كأنه فاق توا من غيبوبه : في ايه
عدنان : في خلج و فرح و ليله مطينه علي نفوخك يا ولد المحروج
جو علي اسنانه غيظا ثم قال بوقاحه جعلت من تلتصق به تكاد تبكي من شده الخجل : روحو اتعشو و كلو الجاتوه البيت بيتكم ....يلا غورو بقي انا مش فاضي
و بين شد و جذب و محاولات إقناع كي يهبط معهم ...سمع الشيخ بشار يهتف بصوت عالي غلبت عليه الفرحه : تعالي يا وليدي ...رايد افرح بيك و المليحه راح تضل وياك العمر كله ان شاء الله
اهتزت دواخله بعد سماع تلك الجمله التي خرجت من قلب رجل أعطاه كل الحق و الحنان في وقت لم يكن لديه احد
وقف قبالته ثم امسك كفه و مال عليه ليقبله باجلال ثم اعتدل و قال : انا اسيب الدنيا كلها و اقعد تحت رجليك يا شيخ بشار ....شكرا علي كل حاجه عملتها مع الغريب
ربت الشيخ علي كتفه بحنو ثم قال : ما ضل في غريب يا وليدي ....جزورك نبتت في أرضك و راح تطرح خير و فرح يديمه عليك المولي
فرحه و بهجه ملأت المكان ...لم يجلس خمس دقائق كامله ...بل قضي الليله باكملها يرقص و يغني و يمطرها بكلمات العشق التي لم تعبر عنا يشعر به
و هي رغم تصميمه الا تتراقص مع الفتيات الا ان قلبها كان يرقص و يغني بل يقرع الطبول داخلها
ما أجمل أن تجتمع بمن تحب امام العالم و تعلن انه اصبح ...ملكً لك
هبط من فوق الدرج حاملا اياها كما اعتاد منذ خمسه أشهر...او بمعني اوضح منذ ان علم بحملها بعد زواجهم بشهرين...بكي وقتها كما لم يبكي من قبل ...اقسم علي الاهتمام بها و باطفاله ....احضر العديد من الكتب و تابع كل ما يقابله من مواقع الكترونيه مختصه بالحمل و الولاده بل و. كيفيه العنايه بالأطفال و تربيتهم
وضعها برفق فوق المقعد المجاور له تحت نظرات النزق من الجميع و التي لم يلقي بالا لها
سكب لها كوبا من الحليب ثم بدأ يجهز لها شطائر الجبن و البيض و كل طعام يحمل ماده الكالسيوم
نظرت له الاء بغيظ مازح ثم قالت : يا بني سيبها تتحرك ده هيسهل عليها الولاده
اطعم نوره في فمها و هو يقول بوقاحه : لا لسه بدري ...هي فالخامس ان شاء الله من اول التاسع انا هقوم بمهمه التسهيل دي متشغليش بالك
جز رامي علي اسنانه غيظا ثم قال : يابني احترم نفسك بقي و بلاش قله ادب ...انا خلاااص حطيت صوابعي العشره في الشق منك
نظر له بغضب مازح ثم قال : مين بتجنن من مين يا حج رامي ....المفروض انا الي اشد شعري منك ...بالله انا استحملت اسمك و تعايشت معاه ...انما الي مش قادر استوعبه ازاااي هتبقي جد اولادي...و بعدها بشهرين هتبقي اب ....انت متحمل نفسك ازاي مش عارف
ضحك الجميع عليه و علي غيظ رامي الذي منذ ان اكتشف حمل الاء و هو يسمع منه تلك الكلمات
ردت عليه الاء بكيد : عشان تعرف ان الحكايه مش بالسن ...انا اهو عندي اتنين و اربعين سنه و حامل في تلت شهور عادي يعني
هبه : الحمد لله و الله ان ربنا كرمك بس اهم حاجه تمشي علي تعليمات الدكتور
قبل ان يرد عليها أحد...وجدو مصطفي يدخل عليهم بوجه متجهم ....القي السلام ثم مال علي هبه مقبلا وجنتها و جلس جانبها بهم
نظر له عيسي و ساله بجديه : مالك. يا مصطفي في حاجه
هبه : الولاد فيهم حاجه ...مالك يا حبيبي
ربت علي يدها و قال : اطمني يا حببتي الولاد بخير انا وصلتهم المدرسه و لسه راجع
رامي : امال مالك يابني ما تنطق
زفر بهم ثم قال : عبدالسلام
نور بخوف ؛ ماله ....عايز يعمل مشاكل تاني بعد الي عملها وقت ما عرف بجوازكم
الاء بغضب : يبقي هو الجاني علي نفسه بقي ...وقتها لما عرف حب ياخد الولاد مش حبا فيهم لا عشان يقهرها الجبان لولا اما انتو وقفتولو ...و خلينا صاحب الشركه يهددو بالطرد
مصطفي : عبدالسلام مات ...نظر له الجميع بصدمه فاكمل : قتل نفسه
عيسي : انتحر طب ليه ده كان ميت عالدنيا
مصطفي : شاف مراته و هي بتخونه قتلها هي و عاشقها و بعدها قتل نفسه
بكت هبه ليس حزنا عليه بل علي أطفالها...ماذا ستقول لهم
نظر لها بغيره و قال : انتي بتعيطي عليه ...فارق معاكي موته
ردت سريعا بصدق : و لا هز شعره مني ..الخبر بالنسبة لي زي خبر موت اي حد معرفهوش بشوفه عالنت ...انا بعيط عشان ولادي الي عمرهم ما حسو ان ليهم اب ....و يوم ما يموت ...يموت بالطريقه البشعه دي ...انا مش عارفه هقولهم ايه
مصطفي : هقولهم مات و بس ...بلاش نشوه صورته اكتر ما هي ...يمكن يترحمو عليه ده مهما كان ابوهم
نظرت له بحب ثم قالت : قسما بالله يا مصطفي مش بقولك كده مجامله و لا بضحك عليك ...انا محستش بكلمه بابا طالعه من قلب ولادي غير لما سمعتهم بيقولوها ليك و من غير ما حد يطلب منهم كده
نور : الابوه دي احساس ربنا بينعم علينا بيه ...كتير رجاله بتخلف و هي اصلا متعرفش حاجه عن ولادها حتي لو عايشين معاهم في نفس البيت ....نظرت لحبيبها بعشق ثم امسكت كفه و اكملت : الحنيه دي رزق من عند ربنا ...يا بخته الي يكون محظوظ بيها
كان يجهز ثيابه باهتمام و كأنه ذاهب لمقابله رئيس دوله دون ان يهتم بلحاقها به و هي تقول بمهادنه : يا حبيبي اسمعني بس ... ده مجرد اختبار حزام مش بطوله و انا هكون معاه و هبه و الاء و مصطفي كمان....روح انت الاجتماع ده ....
ترك ما بيده ثم قال بحسم : كلكم علي راسي و الله ...بس انا استحاله اسيب عبدالرحمن في يوم زي ده انا وعدته
نور : حبيبي انت بقالك خمس شهور بتحاول تتعاقد مع الشركه دي و اخيرا جولك مصر و انهارده هيزورو الشركه مينفعش تلغي الميعاد
عيسي بتصميم : الي مينفعش اني اخلف وعدي لابني ...الشغل يتعوض لكن احساس ابني اني خزلته او مكنتش معاه ده الي عمره ما هيتعوض ابدا
وقفت قبالته ثم احتضنت وجهه بعشق ذاد مع مرور عشر سنوات علي زواجهم ثم قالت : انت مفيش زيك ابدا يا حبيبي ....انا و ولادنا محظوظين بيك ...ربنا اكرمنا بست ولاد و بنتين ....عمرك ما فرقت بين حد فيهم ...و لا سبتهم لحظه في اي حاجه
لدرجه ان أصحابهم بيحسدوهم عليك
كوب وجهها بحنان ثم قال : دول كل دنيتي بعدك يا نوري ...و انا وعدتك زمان و احنا في الصحراء لما اعترفتلك بكل حاجه...اني هكون اب كويس و اعمل عيله ....هعوض فيهم الي اتحرمت منه و الي كان نفسي اعيشه
تطلعت له بعشقً خالص ثم قالت : انت بتعمل اكتر مالي عليك اصلا ...دانا اوقات بغير من علاقتهم بيك
الولاد معتبرين انك صاحبهم مش ابوهم بس بيحبوك بجنون و انت بالنسبة لهم مثلهم الاعلي
لف زراعه حول خصرها ثم رفعها و قال بامتنان يغلفه العشق : كل الي انا فيه ده بسببك انتي يا نوري
انتي الي ليكي الفضل بعد ربنا في كل ده ...كنتي النور الي نور طريقي الضلمه ....الروح الي رجعتلي الحياه...و المعجزة الي عملتلي عيله كنت محروم منها و عمري ما حسيت بمعناها و لا دفاها
مهما احمد ربنا و اشكر فضله مش هيكفي ...انتي نعمه من ربنا و معجزه في زمن مبقاش فيه معجزات ....بعشقك يا نور عيسي الي خلاه بيشوف بعد العمي الي كان عايش فيه طول عمره
تمت
بقلمي / فريده الحلواني
متنساش ان الروايه موجوده كامله في قناه التليجرام
والواتساب
للانضمام لجروب الواتساب
(اضغط هنا)
للانضمام لقناه تويتر كوكب السكر
يمكنك للانضمام لقناه التليجرام
1/ ( اضغط هنا)
و للانضمام علي جروب الفيس بوك
1/ ( انضمام )
👆👆👆👆
✍️ لقراءه رواية الثعبان كامل اضغط هنا👇