روايه جنون أولاد الجندي الجزء الثاني من السارقه البريئه الفصل السابع عشر بقلم فريدة الحلواني
روايه جنون أولاد الجندي الجزء الثاني من السارقه البريئه الفصل السابع عشر بقلم فريدة الحلواني
روايه جنون أولاد الجندي
صباحك بيضحك يا قلب فريده
أنتي ضعيفة...مش بسألك عشان تردي بأة أو لأ ....أنا الي هقولك أكيد لأ أنتي مش ضعيفة...محتاجة بس تبصي جواكي و تفتكري واجهتي أيه طول حياتك و عديتي منه ...مش شرط تكوني قدرتي علي كل حاجة لأنك مش إنسان خارق ...بس هتلاقي إن معظم الي واجهتيه في حياتك عدي و قدرتي تتخطيه
نفسي تؤمني بنفسك و بقدراتك عشان أنا نفسي واثقة فيكي كملي و هتوصلي و هتنجحي أنا واثقة
و بحبك
حديث العيون أبلغ و أعمق من كل لغات العالم..خاصه إذا دار بين عاشقين يتلهف كلاً منهما للآخر حد اللعنة ...سنري جنوناً من نوع جديد الآن ....سأسرد لكما حواران...واحد في العلن ....و الآخر في الخفاء و كلاهما في نفس المكان من نفس الأشخاص
أنه حقاً جنون
أرتدت زيّ محتشم للغاية لأول مرة ...رسمت علي وجهها الجديه الشديدة و هي تدلف اليهم و تقول : السلام عليكم
الكل ترك ما بيده و نظرو لها بذهول ...من تلك البتول التي طلت عليهم فجأة...حتي أباها كان ينظر لها بصدمة و يتسأل داخله...أين أبنتي المجنونة التي تأتي بصخب و تعانقني كل صباح
تطلعت لها حبيبه بشك ...إنما هي حاربت ضحكاتها التي كادت أن تنطلق و تفضح مخططها الجديد ...أتجهت نحو مقعدها جانب حبيبها الذي وضع كفه أسفل ذقنه و أخذ يفركه بتمهل
نظرت له ببراءة أعتقدها الجميع إلا هو رأي داخل عيناها تحدي سافر مما جعله يتوعد لها داخله
عشق : بعد إذنك يا عمر ...أنا لازم أروح الجامعة إنهارده و بما إنك لسه جوزي قولت أخد إذنك و أي حد من أخواتي يوصلني
بثقت حبيبه الصغيرة الماء من فمها بعد أن أبتلعته بالخطأ حينما صدمت مما سمعت و نظرت لها بصدمة و هي تقول : مين دي الي بتتكلم يا جدعان
نظر لها عمري بمعني : هاتي ما عندك صغيرتي و لكن أمام الجميع قال : مفيش مشكله أنا هوصلك
هذا ما سمعه الجميع و لكن الحقيقة هي ما كانا يقولاه بأعينهما
ألا و هو
عمر : أنتي الي جبتيه لنفسك و جيتي في ملعبي
عشق : و لا تقدر تعملي حاجة اصلا و لا حتي تلمس شعره مني
عمر : تمام نوصل شقتنا و نشوف
ضحكت عيناها بتحدي و قالت بعيناها : و مين قال إن هروح معاك بتحلم
حينما طال الصمت بينهما أمام الجميع دون أن يدرو بهذا الحوار المخفي
قال مؤمن بطيبه : ربنا يهديكم يا ولاد دا أنتو روحكم في بعض
خلعت حذائها بخفة ثم ملست علي قدمه بأغواء و هي تقول بنبره جديه : كل شيء نصيب يا عمو
نظرت للذي تجهم وجهه بجنون و أكملت : معلش مش هينفع توصلني ...أنا بس بعرفك احتراماً لكلام بابا لما قالي طول ما أنا علي زمتك هو ميقدرش يدخل
هنا ...قرر هاشم التدخل فعلاً بعد أن شعر بريبه في نظراتهم : خلاص يا عشق خليه يوصلك و أتكلمو مع بعض ربنا يهدي
وصل عمر الي ذروة غضبه و رغبته في ذلك الوقت بسبب ما فعلته به بلمساتها المغويه
يعلم الله كم جاهد حاله كي يظهر أمامهم بثبات و هو يقول بغل مكتوم : خلاص بقي هتعمليها حكاية ليه ...أنا زي أي حد من أخواتك خلصنا
هذا ما قيل أمام الجميع
أما بعينه قال : أصبري عليا دا أنا هطلع ميتين أهلك ....العبي براحتك بس مش معايا يا بت دا أنتي تربيتي
وداخل عيناها لمع الأستخفاف و هي تقول : هو أنت عرفت تربي نفسك الأول عشان تربيني ...خيبه
عشششق....هكذا صرخ بعلو صوته فجأة بعد أن أستفزه الرد الذي قرأة داخل عيناها
أنتفضت بخوف مع من حولها بعد تلك الصرخة المرعبة...وجدته يقف من مجلسه و يقول: يلااا
وقفت برعب حقيقي و هي تقول : يلا فين ...حكم ه ....
قطع حديثها بقوة : قولت يلااا....سمعتي
أمل بهدوء : بالراحة يابني عليها أنت رايح توصلها و لا تتخانق معاها
حبيبه بتعقل : روحي معاه يا عشق و اتفاهمو بالعقل الطريق طويل أتكلمو براحتكم
بداخلها: بتسلميني تسليم أهالي...يخليكي ليا يا حاجه ....نظرت لأبيها بي أستنجاد
فوجدته يقول : أسمعي كلام أمك يا عشق
نظر لهما الذي يتطلع لها بشماته و قال بغيظ : و أنت يابن الكلب بالراحة علي البت ...خاصمتها يومين و خلصنا ...مش حكاية هي
أبتسم بجانب فمه ثم قال بسخرية مبطنة جعلتها تبلع لعابها بصعوبة : من عنيه يا خالو ...هي قبل ما تكون مراتي....بتكون بنت خالي الي رباني
إبراهيم بمزاح : و نعم التربية الي محدش شاف منها حاجة ههههه
مؤمن : لا شوفت يا حبيب أخوك ...أنا بس الي شوفت بهدله و قله قيمه من وري التربية السودة دي
هاشم : مالها تربيتي يا زفت أنت وهو ...
أمل بضحك : لاااااا...اسألني أنا...أبني طلع بتاع نسوان من و هو في الكي جي ...دي أقل حاجة أكمل و لا بلاش
حبيبه بضحك : سيديهاته كلها معانا مش محتاجة تتكلمي
لم يلقي إهتماماً لكل ما يقال حوله ...بل أمسك كفها بإحكام و بدأ يتحرك تجاه الخارج بخطوات واسعة كادت أن توقعها بعدما فشلت في مداراته
صرخ هاشم بجنون : بالراحة يا بغل يابن الكلب
رد عمر بهمس : البغل هيعرف بنتك إن الله حق دلوقت يا هاشم
عشق بخوف : هقع يا عمر أنا عملت أيه لكل ده أنا كنت بتكلم بأدب
فتح باب السيارة الأمامي ثم دفعها داخلها و هو يقول بغضب : أيوه أخدت بالي من الادب ده ...أغلق الباب بقوة و أكمل يتوعد: أنا بقي محتاج أزودلك دروس الأدب ده شويه ....معرفتش أربي نفسي عشان أربيكي صح ...اتحملي بقي .....تركها دون إضافه المزيد ثم التف حول السيارة ...صعد خلف المقود ثم أنطلق سريعاً مما جعل الرعب يدب داخل قلبها
ليس هذا ما خططت له ...هي أرادت استفزازه فقط لم تكن تريد الذهاب الي الجامعة و لا الخروج أساساً من المنزل
تعلم جيداً الي أين سيذهب بها ....و ماذا سيحدث هناك
زمت شفتيها بغل و قالت داخلها : منك لله يا عشق ...فاكرة نفسك هتقدري عليه أهو لفك و طبقك و حطك في جيبه الصغير ...أشربي بقي
بالداخل كان هاشم حقاً غاضب و القلق ينهش قلبه ...يعلمه جيداً فهو شبيهه في كل شيء ....يعلم كيف تعذب عمر خلال اليومين المنصرمين....
رغم تظاهره بالجمود أمام الجميع إلا عيناه الحزينة و المشتاقه لمن عشقها منذ الصغر كان تشي بما داخله
و من غير هاشم الجندي يعلم عذاب العاشق في أبتعاد محبوبته ...
زفر بهم و قال : مكنش ينفع أسيبه يخرج معاها و هو في الحالة دي
ردت عليه حبيبته بتعقل : و مكنش ينفع الموضوع يطول أكتر من كده ...أمسكت كفه بحنو ثم طبعت قبله رقيقة فوقه و أكملت : سيبهم يا حبيبي و لا عمر هيقدر يقسي عليها ...و لا عشق هتقدر علي زعله أكتر من كده
هما هيلاقو نقطة صلح ترجعهم تاني لبعض ...و لو ملقوش هيخترعو....دول بيجرو في دم بعض يا أتش
تنهد و قال : عارف ...و الله عارف ...بس خايف علي البت أنا مجرب وجع الراجل لما يكون عاشق و حببته تبعد عنه ....وقت لما يشوفها مش بيحس بنفسه و لا أنه اتغابه عليها
كل الي بيبقي شايفه قدامه ...عذابه في بعدها ...حرب بتقوم جواه ما بين أنه عايز ينتقم لإشتياقه ليها و ما بين قلبه الي هيتجنن عليها
دمعت عيناها و قالت بحنين : يااااه يا هاشم ...بعد السنين دي كلها لسه فاكر
كوب وجهها بتملك ثم نظر لها بعشق و قال: و لا عمري نسيت لحظة يا فراولة ....لسه وجع بعادك عني حاسه كأنه دلوقت ...بخاف أرجع من الشغل ملقاكيش برغم أنه أستحاله ....بخاف تخرجي من غيري و مترحعيش مع إن بردو أستحاله ...بس غصب عني أتولد جوايا الخوف ده و مبقتش قادر اسيطر عليه تعايشت معاه إنما مش قادر أمحيه من جوايا
قربت وجهها لخاصته و قالت بنبرة تقطر عشقاً : دا أنت روحي يا هاشم حد يبعد عن روحه ...لما بعدت زمان ...بعدت بجسمي بس إنما روحي كانت معاك ...صورك مكنتش بتفارقني ليل نهار...أشتياقي ليك كان نار بتاكل في روحي ...مكنش سهل عليا و الله زي ماهو كان صعب عليك
أبتسمت بحنين و هي تكمل : و بعدين ما انت عرفت تجبني لحد عندك يا أتش طلعت مش سهل أبداً
ملس علي وجنتها بحب و قال بعد أن أرتسمت علي محياه أبتسامه حلوة : كنت مراهن علي قلبي معاكي يا فراولة ...من يوم ما عرفتك عمري ما راهنت عليكي و خسرت أبدااا ...ديماً كنتي بتثبتيلي أن قلبي كان له بعشقك
ولادنا طلعو حته مني و منك في كل حاجة ...عشق أبوها أنا مجنون بيها مش عشان بنتي و بس لأ ...عشان نسخة منك في كل حاجة ...جمالك و جنانك و جدعنتك و طيبة قلبك ...حتي دماغك الناشفة...مسبتش منك حاجة يا قلب هاشم و حظه الحلو من الدنيا
قبله رقيقه وضعتها فوق ثغره المبتسم ثم قالت : عشق و حكم دول حصاد عشقنا و مكافأة ربنا لينا علي كل الي أتحملناه ...عشان كده ليهم مكانه لوحدهم غير الدنيا بحالها يا قلب الفراولة ...ربنا يديمك نعمه في حياتي
وصل أخيراً الي شقتهم الخاصه ...أوقف السيارة برعونه جعلتها تصرخ بخوف و لكن بتبجح : أنت أتجننت عايز تموتنا...علي فكره أنا مش طالعة معاك أصلاً مااااشي
نظر لها بغل و قال : لو مش عايزة الشارع كله يتفرج عليكي و أنتي بتجري من شعرك خليكي جوه العربية يا عشق
نظرت له بصدمة لعلمها أنه يتحدث بجدية ثم قالت : تعملها يا عمر
ضرب المقود بجنون و هو يقول بصراخ : اااااه أعملها ....أخلصي
أنتفضت رعباً و لم تجد حلاً إلا الأنصياع لأوامرة ....حقاً هي في قمة رعبها ...لم تراه بتلك الحالة من قبل ....
برقت عيناها بذهول و خوف حينما أغلق الباب بقوة أهتزت لها أرجاء المكان
وجدته يقترب منها بهيئة إجراميه جعلتها توقن الآن فقط حجم خطأها في حقه
بدأت تعود الي الخلف كي تبتعد عنه و هي تقول بصوت مرتعش : في أيه يا عمر ...أنا عمري ما شوفتك بالشكل ده ...أهدي و نتفاهم ط.....ااااااه
قطعت حديثها بصراخ حينما أمسك ذراعها بقوة ثم قال بغضب جحيمي : عشان فاض بيا يا عشق خلااااص جبت أخرى منك و من جنانك
نظرت له بصدمة ثم قالت بعد أن لمعت عيناها بالدموع : أنت زهقت مني يا عمر ...يعني لما قولت هتسبني كان بجد ...أنا مش قادرة أصدق
رغم إشفاق قلبه عليها إلا أنه رد بجمود : لو روحي فيكي مش هسمحلك تدوسي علي كرامتي يا عشق
كام مرة بهدلتيني معاكي قدام الناس ...كام مرة ضربتي واحدة أساساً أول مرة أشوفها ...كام مرة علمتك...كام مرة نبهتك إن طاقتي في تحملك ليها آخر....بس أنتي و لا في دماغك
أتغريتي بحبي ليكي و مدافعة أبوكي عنك ...بس خلاص كفاية لحد كده بجد مبقتش طايق جنانك و لا قادر أتحمله أكتر من كده
رغم دموعها المنهمرة إلا أنها حقاً شعرت بالغضب و الجنون يتحكمون بها بعد تلك الكلمات التي لم تتخيل أبداً أن تسمعها منه
نظرت له بكل ما تحمله له من عشق و غضب ...و جنون ثم ضربته فوق صدره بقوة و هي تقول بصراخ : دلوقتي مش قادر تتحملني....
قولي يا عمر عيبي ااايه غير أني بغير عليك بجنون ااااانطق ....و مين السبب غير إني بعشقك ...مش أنت السبب يا بتاع النسوان
صرخ بها : تاااااني ...تاني يا عشق ...أنا بقالي كام سنه معرفتش واحدة عليكي هااااا
صرخت بقهر : و أنا اتعذبت كام سنة و أنا كل يوم أشوفك مع واحدة شكل هاااااا
خطبتني من ابويا و أنا في الإعدادية عشان تضمن وجودي ....ركنتني في البيت و أنت طايح مع كل واحدة شويه و الحجه اااايه إن أنا صغيرة
حتي بعد ما كبرت و كتبت كتابي فضلت تخوني....لحد ما جتلك لغاية عندك و قولتلك أنا مراتك لو قصرت معاك أبقى أعرف غيري و هيكون وقتها حقك
بكت بقهر و هي تكمل : أنت كنت بتتجنن لو جتلي المدرسة و لقيت واحد واقف قريب مني مش معايا ....كنت بتموته من الضرب إزاي يقف في مكان أنا فيه
ضربته بغل و هي تكمل بإنهيار : يا بجاحتك يا شيخ ...أمال أنا ...أنا كان إحساسي أيه و أنا عارفة إنك نايم مع واحدة غيري ....مش حتي خارج معاها
كنت بمووووت عارف يعني ااايه بموت.....قولي بقي عايزني أعقل إزاى و أنا كل ما أشوف واحدة بتبصلك أقول يمكن نامت معاه في يوم قوووولي
أنفطر قلبه علي إنهيارها ...فليذهب غضبة و قراراته الي الجحيم...صغيرته لم تخلق للحزن و لا للدموع
سحبها بقوة كي يريح رأسها فوق صدره ...ضمها بكل ما أوتي من عشق و هو يقول : ششششش....
أهدى يا حبيبي خلاص...أهدي عشان خاطري
رغم تشبثها به إلا أنها قالت بإنهيار : ملكش خاطر عندي خلاص ...أنا بكرهك
رفعها بقوة ثم قبل رأسها و قال بمزاح : مش أكتر مني يا عشقي ....أعقب قوله بالتوجه نحو الداخل و ما إن وصل الي الفراش ...جلس و هو ما زال محتفظاً بها داخل ضلوعه
ملس علي شعرها بحنان و هو يقول : اهدي بقي يا بت خلينا نتكلم مش بحب أشوفك بتعيطي و أنتي عارفة
لم تبتعد عن صدره و إنما قالت بحزن : أنا موجوعه منك يا عمر ....قلبي واجعني أوووي منك بجد
كلماتها كانت بمثابة خنجر مسموم غرز داخل خافقه ...هو خلق فقط ليكون مصدر سعادتها لا وجعها ...تباً لك عمر بل اللعنة علي كرامتك و كبريائك....فليذهبا الي الجحيم و لا تري دمعه في عين صغيرتك...
أبعدها عنوه ثم أخذ يقبل وجهها بجنون و هو يرتشف دموعها المناسبة ....قال بعشقاً خالص من بين قبلاته: حقك علي قلبي يا عشقي ....أهون عليا أموت و لا أكون سبب وجعك
و الحزينة ترد بلهفة رغماً عنها : بعد الشر عنك أوعي تقول كده تاني
و العاشق يبتسم بهوس...و رغبة و عشق تملك من روحه ...ثم يلقي بكل ما كان ينوي عليه عرض الحائط و.......
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووني
بقلمي / فريده الحلواني