روايه جنون أولاد الجندي الجزء الثاني من السارقه البريئه الفصل الثامن عشر بقلم فريدة الحلواني
روايه جنون أولاد الجندي الجزء الثاني من السارقه البريئه الفصل الثامن عشر بقلم فريدة الحلواني
روايه جنون أولاد الجندي
صباحك بيضحك يا قلب فريده
جميعنا نخطأ ..لا يوجد بشر معصوم من الخطأ و لكن ما يميز شخصاً عن آخر ...إن أحدهم يعترف و الآخر كبريائه يمنعه من ذلك
ليتنا نعلم أن هذا الأعتراف ينقذ حياتنا من الدمار الذي من الممكن أن تطاله روحنا ...الأذكياء فقط من يعلمون ذلك
وجع آخر شعر به حينما ردت عليه بلهفة ...بعد الشر عنك
جرحها ...خانها ..هو من أجبرها علي الخوف و عدم الثقة فيه بسبب تصرفاته الطائشة و الحجة ...إن ما ما زالت صغيرة
و لكنه أيضاً منذ أن أقترب منها لم ينظر الي غيرها بل كان يتحمل كل تصرفاتها المجنونة و يعتبرها عقوبة لما أقترفه في حقها
تباً للكبرياء ...بل اللعنة علي كل شيء يجعل صغيرتي تبكي أو تشعر بالألم
كوب وجهها بتملك ثم نظر لها بعيون تصرخ بالإعتذار ثم قال : بس أنا من يوم ما لمستك مقربتش لغيرك يا عشقي
عارف إني كنت غلطان و كون إني حبيت بنت صغيرة ده مش مبرر إني أعرف غيرك ...معترف إني كنت أناني قفلت عليكي الف باب و أنا بره عايش حياتي
بس أقسملك بالله إني ندمان علي كل الي عملته و بحاول أكفر عنه بس مش عارف إزاي
مكنتش أعرف إن أكبر عقاب و أنا أستحقه إنك مش بتثقي فيا و ده في حد ذاته موت بالنسبالي
ردت عليه من بين دموعها : لا أنا بثق فيك و عارفة إنك مش بتبص حتي لغيري ...شهقت بقوة و أكملت : أنا مش بثق فيهم هما يا عمر ...بحس إنهم عايزين ياخدوك مني ...و أنا مقدرش اتخيل حياتي من غيرك
و عارفة أنت اتحملتني كتير عشان تكفر عن ذنبك معايا ...أنا فاهمة كويس ده ...و مسمحاك علي فكرة
بس غصب عني بخاف ...بخاف تزهق مني ...بخاف مكنش زي أي واحدة نمت معاها ...بخاف تمل و تحن ليهم تاني من باب التغيير ...
قاطعها سريعاً بيقين عاشق لا يري غيرها : أنا ازهق منك يا عشقي...طب إزاي دا أنا في عز زعلي منك و بتكوني مجنناني بجري عليكي و بنسي أي حاجة مجرد بس ما تلمسيني
ببقي قاعد في الشغل و تفكيري كله فيكي أنتي ...يا إما بستني مصيبه من مصايبك...يا إما ببقي مشتاقلك لدرجة أنه بيبان عليا
يعني في كل الأحوال بتكوني شاغله عقلي و قلبي ...و آخر اليوم بجري عليكي ...يا إما عشان تصالحيني لو زعلان أو بمثل أصلا الزعل ....قلبي مش بيعرف أبدا يزعل منك يا عشقي
يا إما عشان أشوف مراتي حبيبتي و عشقي محضرة ليا مفاجأة أيه إنهاردة...شقاوتك بتولعني ...دلعك بيجنني
و جنانك ده هو الألوان الي برسم بيها حياتي ...تفتكري بعد ده كله ممكن أشوف غيرك ...بإختصار يا حبيبي أنا حياتي بتدور حواليكي ...أنتي محورها
قرب وجهه منها حد التلامس ثم أكمل بعشقاً خالص: أنا مش بتنفس من غيرك يا عشقي ...مش بعيش غير بس جوه حضنك يا عشق عمر
أبتسمت بفرحة و قالت بقلب لهيف : و أنا كمان يا قلب عشقك ...بتجنن و أنت بعيد مش عشان خوفي و بس لا عشان مش بعرف أكون من غيرك
أنا لا كنت و لا هكون إلا بيك أنت و بس يا حبيبي ...أنا مش بعرف أعبر عن الي جوايا زيك بس بحاول...لازم تعرف إن أنت روح عشق و قلبها ...قلبها الي مش بيدق غير بأسمك و حبك و بس
ضمها بحنان ...قبلات كثيرة فوق رأسها من بينهم كلمه آسف التي لا يجد غيرها
و لكن خفقان قلبه الشديد الذي تسمعه بأذنها الموضوعة فوقه ...أخبرها بما عجز عنه لسانه
و لأن الجنان هو أساس عشقهم ...و الوقاحة من أهم سماته...بعد أن شعر بهدوئها
ملس علي شعرها و قال : أنتي مش عارفة توصفي الي جواكي بالكلام يا حبيبي
أبتسمت فوق صدره بعدما فهمت مغزي حديثة
لذا ردت بمكر و دلال : و لا بالفعل يا قلب حبيبك
أبعدها بقوة ثم قال بغيظ و هو يملس علي صدرها بفجور : كل الحاجات دي متعرفش تفعل حاجة ...عيب في حقك و الله
عادت الي شراستها معه بعد أن أعاد لها روحها التي تهيم به عشقاً
أبعدت يده عنها بقوة و هي تقول بعناد : يخربيت أم بجاحتك يا جدع...حارق دمي و مموتني من العياط و في الآخر عايزني أدلعك ...كادت أن تتحرك من أمامه و هي تكمل : كان فيه و خلص أنا ...اااااه
أمسكها سريعاً قبل أن تتركه و ألقاها فوق الفراش مما جعلها تقطع حديثها و تصرخ بفزع
أشرف عليها بجسده المعضل ثم نظر لها بفجور و قال : خلاص يا حبيبي ...أنتي عندك حق ...اقترب بوجهه حتي لامس شفتيها دون تقبيل ثم أكمل بهمس مغوي : سيبي الطلعة دي عليا ....قبلها بجموح ثم أبتعد قليلاً و قال بصوت متحشرج من فرط الرغبة التي تملكت منه : حبيبك هيصالح كل حته فيكي ...مش هيسيب حته زعلانة منه
رغم تأثرها و أشتياقها له إلا أنها ردت بمكر أنثوي بعشقه منها : بس أنا قولت قلبي بس الي زعلان منك ...أنت بتتلكك و لا أيه
نظراته الماجنة ...يده التي بدأت في نزع ثيابها إجباراً يملأها الرضي ...لم يكن كل هذا هو رده الوحيد عليها
بل شفتيه التي كانت تلامس خاصتها بأغواء و هو يقول : مفاتيح قلبك الزعلان معايا يا عشقي ..أنا هعرف أدخله من منين عشان اصالحه
لامس شفتيها بلسانه ثم أكمل : مش هسيبه غير لما يكون راضي عني ...بس أنتي متدخليش بيني و بينه سيبيني أراضيه براحتي
هنا ...قد وهنت بين يديه ...أستسلمت لكل ما يفعله معها ...و لما لا و هي تربت علي يده ...بل حقاً مفاتيحها معه ...يملكها قلباً و قالباً
لم يمتلك قلبها فقط ...بل أصبح مهيمناً علي جسدها الذي أصبح يتلوي أسفله جراء فجور افعاله عليه
لم تكن الأجساد فقط هي من تصرخ أشتياقاً لكل لمسه يحتاجها كلاهما من الآخر...بل القلوب أيضاً كانت تتوسل لهما أن يخرجا جزءاً مما يعتمل داخلهم
عشقه ...حياته ...تربية يده ...لم تقوي علي العناد ...تحولت من أنثي مجنونة متمردة...الي أنثي حالمة...شرسة ...متطلبه بين يديه
بل تحولت من زوجه الي عشيقه تمارس معه كل ما تعلمته منه حتي لا يشتهي غيرها
و هو رجل ...يقدس المرأة الجامحة ما دامت هكذا معه فقط ...لم يترك أنشاً في جسدها إلا و رسم حروف عشقه و جنونه بها فوقه ...و كلما إزداد فجور ....زادت هي من جرأتها حتي أصبح الفراش ساحه حرب ....و لكن الطرفان سيخرجون منها منتصرين
أنتصرو علي الغضب ...علي الشك ...علي الخوف الذي كان كفيل أن يدمر عشقهم
و في الآخير نري أجمل مشهد ...أجمل من العلاقة نفسها ...حينما يحتويها فوقه ...يستر كلا منهما الآخر بجسده ...يقبلها بحب بعيداً عن أي شهوة ...و الجميلة تبادلة بنهم و كأنها تراه الآن فقط بعد غياب دام سنوات
كانت تجلس مع صغارها تساعدهم في واجباتهم المدرسية...
.تفاجأت بحضور زوجها قبل ميعاده المعتاد
نظرت لأطفالها و قالت بهمس : الحمد لله إني خلصت ...كان قلبي حاسس أنه هيرجع بدري
لم يلقي عليهم كلماته السامه مثل كل يوم ...بل لم ينظر إليهم من الأساس ....كان شكله مهموماً للغاية لأول مرة تراه بتلك الهيئة
لم تهتم كثيراً و أرجعت هذا الي خلاف مع أحد الأصدقاء أو....مع إحدي النساء اللائي يقيم علاقة شفهيه معهم ...فهو يعوض نقصه الرجولي في تلك العلاقات
و لكن بعد مرور ثلاثة أيام ظل علي تلك الحاله الغريبة
تحدثت مع ولدها و قالت بحيرة : ولا يا يوسف ...أبوك فيه حاجة
رد عليها بلا مبالاه و إحنا مالنا هو حر من أمتي بنعرف عنه حاجة
علا : لا بس شكله المرة دي في حاجة كبيرة معاه
يوسف : أهم حاجة إننا مرتاحين من كلامة الي زي السم معانا ...أدعي ربنا يفضل كده علي طول
ضحكت بهم ثم قالت : يا زفت عيب ده أبوك
طوح يده في الهواء ثم قال بغيظ مازح : أنتي عمرك ما بتتعلمي ...أنشفي بقي شويه يا لولو قلبك الطيب ده هو الي ضيعك
ضربته فوق رأسة برفق ثم قالت بغضب مفتعل : أتلم يابن الجزمة بدل ما أديلك شبشبين يعدلوك
ضحك و قال بكيد : أنتي الي إيدك هتوجعك يا لولو ...أنا مبقتش أحس بالضرب جتتي نحست
وصل بها أمام باب الجامعة أوقف السيارة ثم نظر لها بحنان و قال : بين المحاضرات طمنيني عليكي ...و أول ما تخلصي هتلاقيني مستنيكي
أبتسمت بهدوء ثم قالت : كده بتعطل نفسك كتير عشاني يا أحمد ...أنا أصلا حاسه بتأنيب الضمير من يوم ما خرجنا سوي
سألها بإهتمام : ليه يا ريمو
ريم : عشان يومها قولت إنك عندك عمليتين كبار و أنا فضلت ارغي معاك و فجأة لقيت اليوم خلص من غير ما أحس بالوقت ...زعلت أوي من نفسي
ضحك بصخب ثم قال : أجمل حاجه فيكي هبلك...نظرت له بغيظ و عدم فهم فأكمل: من الآخر أنا اليوم ده كنت مفضي نفسي ليكي
بس الصراحة اضطريت اقولك كده عشان تاكلي معايا ...نظر لها بجديه ثم أكمل : و عشان حاجة كمان كانت بالنسبالي مهمه جداً
سألتة بإهتمام : حاجة أيه
أبتسم بحب و قال : لا دي مش وقتها لأنك كده أصلا أتأخرتي علي أول محاضرة
شهقت بفزع ثم قالت : هااا كده راحت عليا الدكتور ده مش بيدخل حد بعده أبدا
بينما كانت تقول ذلك لمح أيهم يقف داخل بوابه الكلية و ينظر تجاههم بغل
نظر له بتحدي ثم تطلع لها بحنان و قال : ده دكتور بهاء صح
هزت رأسها بموافقة فأكمل و هو يهبط من السيارة : طب تعالي أنا جاي معاكي
أوقفته بعدما أمسك يدها و تحرك نحو الداخل و هي تقول بعدم فهم : جاي معايا فين يا أحمد هو أنا في الكي جي
أبتسم و قال : ثقي فيا بس و متشغليش بالك
كادت أن ترد عليه إلا أنها رأت ذلك البغيض ينظر لها بغل و وعيد ...داخله كان يغلي ليس لأنه يحبها أو ندم علي ما فعله ...بل حقداً علي تلك الجميلة التي كان يشتهيها...غير أنه صدم حينما علم بخبر زواجها من ابن خالتها ...كان من الممكن أن يعود لها بعد أن يقنعها ببراءته معتمداً علي طيبه قلبها و سذاجتها
شعر أحمد بتخشب يدها داخل كفه ..ضغط عليها برفق ثم تركها و قام بلف ذراعه حول خصرها و قال بقوة : و لا تشغلي بالك و لا حتي تبصيله...يلا يا حببتي
كل ما يحدث الآن معها صدمة ...رأت أيهم ...حركة أحمد الجريئة المتملكه أمام الجميع ...و آخرهم بل أهمهم قول ...حبيبتي الذي أول مره تسمعها منه
و المسكينة لم تفق من كل تلك الصدمات بل وجدت أخري أشد و أقوي
إذا تيبس جسدها الذي ما زال يحاوطه بعدما وجدته يفتح باب قاعة المحاضرات دون استأذان
الطلبه ينظرون تجاهها بصدمة ...و الدكتور كاد أن ينهر من فعل ذلك إلا أنه أبتسم بأتساع و تحرك من مكانه سريعاً تجاه أحمد الذي يبتسم له بود
بهاء بترحاب : دكتور أحمد ...مش مصدق نفسي أنت بنفسك هنا ....
ترك حبيبته ليصافحه برجولة و هو يقول : حبيت افاجأك و لو خبط عارفك مش هترد و لا هتسأل في الي بره
تعالت الهمهمات...و ريم تقف بوجه يصرخ خجلاً ولا تقوي علي النظر لأحدهم
جحظت عيناها حينما لف ذراعه حولها مرة أخري و هو يقول : لينا قاعدة مع بعض آخر اليوم ...نظر للتي تموت خجلا و أكمل بنبرة رجوليه يملأها العشق الظاهر للعلن : أنا جيت بس أستاذنك مراتي تحضر المحاضرة....
عارف إن ممنوع حد يدخل بعدك بس أنا الي أخرتها
أبتسم بهاء و قال بذهول : بتهزر ...ريم الجندي مراتك ...نظر لها و أكمل : مقولتيش ليه يا ريم ...دكتور أحمد ده من أعز صحابي و بعتبره قدوتي
لم تقوي علي الرد خاصه و هي تسمع كلمات الفتيات الولهانه برجوله أحمد و وسامته
و قبل ان يرد عليه أحدهم وجدوه يكمل حديثه بصوت عالي كي يسمعه الجميع : يا شباب ....
حل الصمت علي المكان فأكمل بفخر : دكتور أحمد فوزي ...أصغر و أشطر دكتور في مصر كلها و الدول العربية كمان
رغم سنه الصغير بس قدر يوصل لمكانه غيره حاول سنين و مقدرش يوصلها
كان صاحب أخويا من وهما في ثانوي و دخلو طب سوا ...دكتور أحمد مثلي الأعلي و هو السبب إن أكون هنا بدرس ليكم
نظرات فخر خرجت من عيناها اللامعه رغماً عنها تجاهه ...قلباً يخفق بجنون لأول مرة ...تلك النبضات لم تجربها من قبل ...و عاشق يحتويها بقوة ليقول لها دون حديث. : لا أري غيرك صغيرتي
دلفت الي أبنتها و علي وجهها أبتسامه حلوه ...وجدتها تقرأ أحد الكتب العلميه بتركيز
اقتربت منها و قالت بمزاح : أنا خايفة من الهدوء و العقل الي نزل عليكي فجأة ده يا بنتي ...مالك طمنيني أنتي تعبانه و لا الواد عمر عمل فيكي حاجة
ضحكت بصخب ثم قالت : ليه بس يا فراولة ...هو و لا كده عاجب و لا كده عاجب حيرتوني
حبيبه بشك : لا مش الفكره بس إنك تخرجي بحال و ترجعي واحدة تانيه ده الي محيرني
تنهدت بحب و راحه ثم قالت : أنا سمعت كلامك يا فراولة ...خليت الجنان للبيت و بقيت أحكم عقلي بره ....ده غير إن ارتحت جداً لما قولت كل الي جوايا و الي مخوفني و سبب كل الي بعمله لعمر
لمعت عيناها بعشق و هي تكمل : دواني يا فراولة ...كل وجع قلبي منه دواه...لا ده خلاني أحس إن قلبي متوجعش أصلا
أبتسمت حبيبه بفرحة و قالت : الحمد لله يا حببتي ربنا يرزقك راحة القلب و البال ...الصراحة مفيش أحسن منها يا بنتي...أوعي تشيلي في قلبك منه ...طلعي كل الي جواكي علي طول عشان حبكم يفضل صافي و القلوب متشلش من بعضها لحد ما تخنق عشقكم
تجهم وجهها فجأة و هي تكمل بغلب : أنتي عقلتي و هو اتجنن لا و عايز يحطني في وش المدفع
نظرت لها عشق بعدم فهم و قالت بوجل : في أيه يا ماما هو حصل حاجة أنا معرفهاش
نظرت لها بقلق ثم قالت : .....
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووني
بقلمي / فريده الحلواني