روايه الاربعيني الفصل الاول بقلم فريده الحلواني
روايه الاربعيني الفصل الاول بقلم فريده الحلواني
روايه الاربعيني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
وحشتوني جداااا و رجعنا بعد غياب
أتمنى الروايه تعجبكم
أنا بحبك
داخل أحد أقسام الشرطة ...نجد بعض المجندين يدلفون و في أيديهم مجرمين مكبلون بأصفاد حديدية
رغم أن عددهم كبير ألا أن أفراد الشرطة كانو يحكمون وثاقهم
نجد أمامهم يسير اثنان من الضباط واحد منهم يمسك بمجموعة أوراق يراجعها بتركيز و هو يقول لزميلة بفخر : الحمد لله المأمورية عدت أسهل مما كنا نتخيل
رد الآخر عليه : يابني إحنا نازلين مع سالم الشريف إلى عمر ما في حاجه فلتت من تحت أيده
رد الآخر بإعجاب : عشان قبل ما يتحرك من مكانه بيكون عامل تحريات مظبوطه و راسم خطه متخرش المايه
كان يسير أمامهم بكل هيبه و هو يقول بأمر : نزلهم علي التخشيبه .....أمين خلص و تعالي عايزك
أعقب قوله بوضع يده فوق مقبض باب مكتبة ثم إداره و دلف للداخل
خلع جاكيت حلته ثم القاة فوق المقعد ...شمر أكمام قميصه و هو يلقي بجسده فوق المقعد
تنهد بإرهاق ثم قلب عيناه بملل بعد أن رأي أحدهم دلف إليه قائلاً بتملق: باشا البلد...الله ينور يا ريس
أشعل سيجارة ثم نفس دخانها و قال : أخلص يا سعيد بلاش الفرح بتاع كل مرة ده
ضحك سعيد و هو أحد الضباط الذين يعملون معه و لكنه أقل رتبه منه ثم قال : ماهو لازم أعمل فرح دا أنت مفيش قضيه بتجلي من تحت أيدك يا باشا
تطلع له بغيظ مازح ثم قال : قل أعوذ برب الفلق ....عينك يابا أرحم أمي بقي
ضحك سعيد ثم قال : خلاص خلاص مش هتكلم ....المهم هتروح دلوقت و لا أيه أنت مطبق من إمبارح
سالم : ساعة كده و أمشي أقفل المحضر عشان تبقي الأوراق كلها جاهزة
سعيد : تمام و أنا هخلص إلى ورايا و أجي معاك
مثل عدم الفهم ثم قال : تيجي معايا فين أنت ساكن بعيد عني أصلا
ضحك سعيد بسماجه ثم قال : لا ما أنا جاي معاك البيت الحاجة كانت بتكلمني عشان فونك مقفول و قالتلي عاملة كوارع...و أنت عارف إلى فيها بقي يا حبيب أخوك
قذفه بالقداحة ثم قال بغيظ مازح : أبو تقل دمك يا جدع
و في مكان بعيد كل البعد عن محافظة الإسكندرية التي يقطن بها بطلنا
كانت تلك المجنونة تملأ الدنيا نواحاً مفتعل و هي تجلس داخل الحرم الجامعي
نظرت لها صديقتها المقربة و قالت بغيظ : يا بنتي اتهدي بقي كل مرة تعملي كده و فالآخر بتطلعي الأولى
جزت سمر علي أسنانها بغيظ ثم قالت: أنا قركم ده إلى جابني وري أهو في تلت اسأله كاملين محلتهمش
نظرت لها رانيا و قالت بشك أقرب لليقين: و الله ...سيبتيهم خالص يعني
زاغت بعيناها يميناً و يساراً ثم قالت. : مش أوي يعني كتبت أي حاجة و خلاص
كادت أن ترد عليها إلا إنها أكملت سريعًا كعادتها : تعالي ناكل أي حاجة عشان أهدي أعصابي بقي
ضحكت رانيا و قالت : نفسي أعرف بتودي الأكل ده كله فين ...أنتي تزعلي تاكلي تفرحي تاكلي عايزه تغيري مودك بردو تاكلي و يا ريت بيبان عليكي
ضحكت بهدوء ثم قالت : أهو ده الحقد بعينه ....يلا يا زفته أنا عيطت كتير و محتاجه أحسن نفسيتي
وقفت معها و سارا معاً إلى خارج أسوار الجامعة
سألتها رانيا بجديه : مامتك لسه متصلتش
غامت عيناه بالحزن و هي تقول : لأ مع إن معادها كان إمبارح مش عارفة اتأخرت ليه دي عمرها ما حصلت و للأسف مش عارفه أتصل بيها و ده هيجنني
رانيا : ماهي لو مش عارفة إنك هبله مكنتش جبتلك خط استقبال بس
سمر : طب و الله ما كنت هتصل ....أصلا أنتي عارفه إنها جبتلي الفون ده من وري أهل بابا عشان تقدر تطمن عليا في أي وقت ...
رانيا : لا كنتي هتتصلي كل شويه و في أي وقت يا سمر ...مامتك خايفه عليكي ممكن حد يدخل و أنتي بتكلميها و لو عرفو إنكم علي تواصل هيخربو الدنيا
سمر بحزن : عندك حق آخر مره طلبت من جدو أشوفها ....عمي ضربني و منعني من الجامعة أسبوعين
رانيا : صحيح عملتي أيه في ابن عمك البارد ده إلى مصمم يتجوزك
سمر : و لا أي حاجه إمبارح لما قفلت معاكي و قولتلك هحكيلك لما أشوفك ...بعدها أمه جاتلي الأوضه و حرقت دمي بكلمتين و فالآخر قالتلي أعملي حسابك فرحك علي عزت في إجازه نص السنة
رانيا بوجل : يا لهوووي ...و هتعملي أيه يا سمر هتتجوزيه
ردت بقوة : أنتي هبله أتجوز مين دا أنا الموت عندي أرحم ....ده واحد متجوز و عنده تلت بنات ...قال أيه عايز ولد و أنا بنت عمه و هو أولي بيا
رانيا: إلى مش قادرة أفهمه إزاي جدك موافق علي التخلف ده مع أنه بيحبك جداً
أبتسمت بجانب فمها ثم قالت : بيحبني عشان أنا بنت ابنه إلى مات و مخلفش غيري ....بس في نفس الوقت مش عايز كل الأملاك إلى بابا الله يرحمه كتبها بأسمي تروح لواحد غريب
رانيا : مش كفايه أنهم أصلا عايشين في خير أبوكي و بيذلوكي علي المصروف ....سرقو فلوسك و كمان عايزين يسرقو حياتك
نعود إلى الإسكندرية بالتحديد داخل شقه العقيد سالم الشريف
نجد أمه تستقبله بحنان كأنه غائب منذ شهر لا يومان فقط
سعاد : تعالي يا حبيبي حمد الله بالسلامه...كده بردو تليفونك يتقفل و توجع قلبي عليك
قبل كفها بإجلال ثم قال : حقك عليا يا حجة فصل مني و نسيت اشحنه
سعيد من الخلف : أنا هنا يا سوسو و لا أنتي مش بتشوفي حد غير سالم بيك
تطلع له بغضب ثم قال : ماتلم نفس أمك و بطل تقول سوسو دي يا بغل أنت
أتجه سعيد سريعًا ليقف خلف تلك الضاحكه و قال بشجاعه زائفه بعد أن أحتمي بها : ماهي زي أمي يا جدع ....ملكش دعوه أدلعها زي ما أنا عايز
كان أن يهجم عليه فصرخت سعاد : باااااس إلى يشوفكم بتتناقرو ميقولش واحد عنده أربعين سنه و التاني أربعه و تلاتين
قلب سالم عينه بملل ثم تحرك إلى الداخل و هو يقول : طب يا سوسو أنا هطلع أخد دش و أغير علي ما تجهزي الأكل
سعاد بغيظ : أيوه أيوه أهرب زي العادة
سعيد بخبث : يهرب من أيه بس يا حجة
سعاد : ااااه بيهرب عشان عارف أني هكلمه في حكايه الجواز ...نفسي أشوفله عيل قبل ما أموت يابني الي زيه عياله بقت طوله و هو مش في دماغه
فرك ذقنه ثم قال بتركيز : يمكن معموله عمل يا سوسو لازم نشوف شيخ
علمت أنه يسخر منها ...دفعته بقوة في صدره و قالت بغضب : شيييخ طب غووور بقي ما أنت شبهه يعني أنت نوغه ما أنت عانس بردو
أعقبت قولها بالتوجه للداخل كي تحضر الطعام بينما هو جحظت عيناه بصدمة و هو يقول : عاااانس ....أنا عانس يا سعاد
لم يتلقي منها رداً و لكنه سمع دعاء تهبط من فوق الدرج و هي تضحك بصخب
وصلت قبالته و قالت : احمد ربنا إنها مقلتش باير
سعيد بغيظ : أنا جاي أطفح و لا اتهزأ
رفعت أصبعيها و قالت بشماته : الأتنين
نظر لها بمكر و قال : طب بدل ما تبهدلني أنا و الباشا إلى طلع و سابني في وش المدفع ...تشوفك أنتي يا أختي
دعاء بغيظ : و أنا مالي بقي إن شاء الله متجوزه و معايا بنوته زي القمر
سعيد : كل ده جميل بس هبله و سايبه جوزك يدور علي حل شعره لحد ما هيدخل عليكي بضره
نظرت له بغيظ ثم قالت بدفاع : طبعًا لا أستحاله يحصل أنا بثق في محمد جداً و هو أستحاله يخوني و لا يبص لغيري
لوي سعيد فمه يمينًا و يسارًا في حركة نسائيه ثم قال : خليكي هبله كده ....يا بت أفهمي و أسمعي مني إحنا الرجالة لما يتساب لينا الحبل عالغارب لازم نلعب بديلنا
قبل أن ترد عليه وجدت أخيها الحبيب يمسكه من ياقه القميص و كأنه قبض علي لص متلبس و هو يقول بجنون: يابني أتهد بقي ....أنت جاي تولع الدنيا ما تسيب البت في حالها ..
سعيد : مش بوعيها الحق عليا
سالم : وفر نصايحك....هي بتحبه و بتثق فيه ملكش فيه أنت بقي
وصلت بطلتنا إلى منزل العائلة الكبير الذي يقبع في إحدي القري الريفية ....وجدت عزت في أنتظارها بوجه متجهم
حاولت أن تتخطاه دون أن توجه له أي حديث إلا أنه قطع عليها الطريق و قال بغضب : ااايه يا بت المصراوية متكبره ترمي السلام
ردت عليه بغضب : قولتلك مليون مرة متقولش الكلمة دي تاني سامع أنا ليا أسم
أبتسم بخبث ثم قال : أنا أول مرة أشوف واحدة مستعرية من أمها
صرخت بغضب جم : اااخرس قطع لسانك ....أمي دي تاج فوق راسي و أتشرف بيها طول عمري
جزبها من شعرها بعد أن رأي جده و أبيه و نساء المنزل يتجهون لهم و قال بكذب : أنتي ليكي عين تعلي صوتك عليا يا فاجرة ....كل ده عشان بقولك اتأخرتي ليه
صرخت من شدة الألم بينما قالت زوجته بغل : مش بت المصراوية إلى خطفت الراجل من بت عمه ....أقلب القدرة علي فمها تطلع البت لأمها
الجد : سيبها يا عزت ....نظر في ساعة يده ثم أكمل : متأخرة ربع ساعة بس يمكن الطريق كان واقف
صرخت بحزن من بين بكائها : أنا أصلا جايه في معادي بالدقيقة يا جدو....هو الي وقف في وشي و فضل يغلط فيا و في أمي
عوض أبو عزت : كمان هتتبلي علي جوزك و نعم التربية
صرخت بجنون : علي جثتي لو ده حصل ....منكم لله ....أعقبت قولها بالأنطلاق نحو غرفتها بالأعلى
بينما قالت أم عزت بغل : البت عيارها فلت و بتدعي علينا عيني عينك
نظرت للجد و أكملت بخبث : أنا من رأي تعجل بالجواز يابا الحج البت متضمنش
عزت : يعني أيه ياما
ردت عليه بشيطانية : يعني البت داخله طالعه لحالها يا قلب أمك متضمنش ممكن تطفش و لا حد من العيال إلى معاها في الكليه يميل دماغها
مش بعيد تهرب معاه و تتجوزو....ساعتها هيلهف كل حاجة في كرشه
نظر الجد بغضب جم ثم قال : علي جثتي لو ده حصل دا أنا أدفنها حيه
و في إحدي المنازل داخل نفس القريه ...كانت هويدا تتحرك بصعوبة تجاه حظيره المواشي كي تنظف روثها
رغم مرضها الشديد إلا أنها تعلم جيداً أن أم زوجها لم ترحمها....
أم محمود: مالك يا هويدا ماشيه تجري رجلك كده ليه كأن عليهم شوالين ملح
ردت عليها بتعب واضح : حقك عليا ياما البرد متقل جسمي
أم محمود : بت يا بسمة أطلعي شقة أخوكي شوفلها أي برشام مسكن مالي أبوكي جابو إمبارح و بالمرة هاتيلي الجلبيه الزرقة عشان ألبسها
نظرت لها هويدا بقهر و لم تستطع التفوه بحرف ...فقد أعتادت أن تستبيح شقتها....تفتح خزانه ملابسها ...تأخذ كل ما يحلو لها دون أن تكلف نفسها و تخبرها
حتي لا تستطع أن تشكو لزوجها المغترب فإذا فكرت أن تنطق بحرف علي أهله ...يسمعها ما لا يرضيها
و هي مسكينة ...حرفياً تعيش معها كما يقولون....بلقمتها....ليس لها أي مطالب حتي المرض لا تقوي علي الذهاب إلى الطبيب إذا شعرت به
و أمه لا ترحمها و الحجة دائماً ....أنتي زي بنتي و أنا بعتمد عليكي
داخل إحدي الشقق الراقيه...بدأت هند في أستعادت وعيها بعد أن جائها غيبوبة سكر منذ الأمس
وجدت زوجها الحبيب يجلس جانبها و علي وجهه أرتسمت ملامح القلق البالغ عليها
رمشت بعيناها عدت مرات فا أنتفض قائلًا : أخيرا ...قلقتيني عليكي
أبتسمت ببهوت ثم قالت بوهن: حقك عليا....قبل أن تكمل حديثها حاولت التحرك و هي تقول بقلق بالغ : البت ....سمر ...كنت ماسكة الفون عشان أتصل بيها بس وقعت و مدرتش بالدنيا
رد عليها سريعًا محاولاً تهدأتها : أهدى يا حببتي أهدى أنتي أغمي عليكي و الحمد لله سامح كان هنا
أتصل بالست سعاد و طلبتلك الدكتور و أتصلت بيا ...و بعد ما فوقتي شويه الدكتور اداكي مهدئ
دمعت عيناها و هي تقول : أنت عارف يا عبده إنها بتستني أتصالي بيها ....أنا منعاها تتصل عشان محدش يشوف الفون ده معاها
عبده : أكيد هتعزرك معلش اصبري لبكره و كلميها...زمانها روحت دلوقت و متضمنيش مين يكون معاها
تنهدت بهم ثم قالت : منهم لله ....حسبي الله و نعم الوكيل فيهم ربنا يحرمهم من نور عنيهم زي ما حرموني من بنتي
ربت علي كتفها بحنان ثم قال : هانت يا حببتي كلها سنتين و أقل كمان ....تكمل سن الرشد و وقتها هجبها تعيش معاكي علي طول
ردت عليه بحزن : و أنت مفكر إنهم هيسيبوها كل ده ...دي ناس خبيثه ربنا يكفينا شرهم
نظر لها بحيره ثم قال : .....
ده بارت تعريفي بحياة الأبطال من بكره إن شاء الله الفصول هتكون طويلة و مليانة أحداث
انتظروووووني
بقلمي/ فريده الحلواني