روايه الاربعيني الفصل الواحد العشرون بقلم الكاتبه فريده الحلواني
روايه الاربعيني الفصل الواحد العشرون بقلم الكاتبه فريده الحلواني
روايه الاربعيني
صباحك بيضحك يا قلب فريده
خليكي واثقه إن الحمل التقيل إلي أنتي شايلاه لو مكنتيش قده و أكبر منه مكنش ربنا حملهولك
( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) يعني أنتي قده و أقوي منه كمان
أوعي تزعلي إن الكل بيتسند عليكي و تقولي زهقت و نفسي أسند علي حد
لو مكنتيش قويه مكنش حد فكر فيكي أصلا
أنتي جميله و قويه و هتقدري تعدي كل صعب بأمر الله أنا واثقه
و بحبك
منذ أن عاد به من المدرسه و هو جالس في صمت
ينظر له ...حاول كثيرًا التحدث معه و لكن الطفل تجاهله و مثل الأندماج في مشاهدة إحدي أفلام الكرتون
أشارت له أمه من الداخل كي يأتي إليها فقام سريعًا ليري ماذا تريد
أم سعيد بهمس : هتفضل قاعد ساكت مع الولد كده هيزهق يابني
تنهد بهم ثم قال : اعمل أيه يا ماما حاولت أتكلم معاه كتير بس مش بيرد أو بيرد بالعافيه و يسكت
أم سعيد بحكمه : يابني لازم تتعب عشانه لحد ما تقربه منك ...الولد مكسور و ده باين في عينه منها لله أمه. إلي ملت دماغه بكلام غلط. كرهه فيك
بس هقولك مفيش عيل بيكره أبوه هو من جواه أكيد نفسه يقرب منك بس مستني يشوف كلام أمه صح و لا لا
سعيد : ماهو رافض يا ماما أي قرب و متعلق بأمه
ردت عليه بثقه : بيتهيألك...نظر لها بعدم فهم فأكملت : أما كنا في المدرسه الصبح عشان المشكله إلي حصلت
أنا كنت مركزه مع نوح برغم إن أمه كانت واقفه تزعق و تعمل الشويتين بتوعها ....مش عشان تجيب حق ابنها لا عشان تثبتله إن هي إلي واقفه جنبه و أنت برغم وجودك بس مش هتعمله حاجه
لما أنت بقي أدخلت بالعقل و حليت المشكله ...لا و كمان خليت الولد و أبوه يعتذرو لنوح....شوفت في عينه فرحه كبيره يا بني ...بس داراها بسرعه لما أمه برقتله و كانت هتموت إنك أثبت للكل وجودك في حيات ابنك
سعيد : أنا عملت كده عشان ابني يا ماما مش عشان أثبت حاجه ...ده لولا ميس رنا اتصلت بيكي و حكتلك مكنتش بنت الكلب دي هتعرفني
أم سعيد : رنا جدعه و عارفه حاله نوح و فاهمه شخصيه الزفته دي كويس ....لما اتفقت معايا تبلغني بأي حاجه تحصل مع نوح عشان تحاول تساعده و تخليه يقرب منك
هز رأسه بهدوء ثم قال : تمام يا ماما هحاول معاه تاني
خرجا معًا كي يجلسو جانب الطفل الصامت
أبتسم له سعيد بحب ثم قال : مزهقتش من الكرتون ده
رد عليه ببرود دون أن ينظر له : لا
سعيد : براحتك أنا عن نفسي بحب الدعسوقه
نجح في شد انتباهه بسهوله
نظر له و قال : أنا بتتفرج علي كرتون ...بس أنت ظابط و كبير و مش فاضي ديمًا
فهم معني تلك الكلمات التي خرجت من ولده بتلقائية...رغم حزنه ألا أنه ابتسم و قال : لااااا أنت متعرفنيش أنا كبير ااااه بس عيل أوي
نظر له الطفل بذهول و عدم فهم. تحول لصدمه حينما أكمل : دا أنت مش بتشوفني لما بروح الملاهي
اعتدل الطفل ليواجهه و قال بعدم تصديق : أنت بتروح الملاهي
ضحك سعيد بخفه و قال : بموت فيها كل ما اخد أجازه من الشغل لازم اروح العب شويه و احلي حاجه بحبها الترامبولين بقعد اتنطط عليه لحد ما أتعب
لمعت عين الطفل بتمني ...يريد أن يجرب تلك الأجواء...حينما يذهب مع أمه كل ما تفعله هو الوقوف أمامه حتي ينهي لعبته التي في الأساس اجبرته عليها بحجه أنه ما زال طفل صغير و تخشي عليه
لاحظ ذلك بسهوله فقال بتوجس: أنا إنهاردة اخدت اليوم كله اجازة عشانك ...تيجي نروح
ساله بذهول : إجازه عشاني ..
رد عليه بحب و هو يملس علي خصلاته الناعمه : أيوة يا حبيبي عشانك ...مش من أول ما رجعنا و أنا قاعد معاك ...المهم نروح الملاهي و لا هتخاف تلعب معايا الألعاب الصعبه
رد عليه بحماس : لا مش بخاف أنا نفسي العب حاجات كتير بس مامي مش بترضي ...أكمل بنزق : مش بلعب غير الفنجان إلي بيلف ده و كام لعبه أطفال تاني
أنتفض سعيد من مجلسه ثم حمله سريعًا واضعًا إياه فوق ظهره
أتجه نحو الباب و هو يقول بفرحه عارمه لاستجابه طفله معه لأول مره : تعالي معايه بص مش هخلي لعبه هناك غير لما نلعبها سوي ...أما اشوف بقي ابني حبيبي قلبه قلب أسد و لا قلب قطه
ضحك نوح بسعادة لأول مرة ..شد ذراعه حول عنق أبيه ثم قال بقوة : هنشوف مين فينا إلي بيخاف بس لو قولتلي لأ علي أي لعبه هزعل منك
سعيد بحب و حكمه : في العاب خطر علي الصغيرين بس أدام أنا معاك يبقي خلاص ...هحميك
أبتسمت الأم بسعاده بعدما رأت كل هذا أمامها ...بمجرد أن أغلق الباب خلفه قالت بابتهال : ربنا يهديلك العاصي يابني ...ربنا يحنن قلبه عليك يااااارب
الأم تبكي و صباح وجهها متورم من كثره الضرب المبرح التي تلقته علي يد أبيها كي تعترف أين ذهبت هويدا ...و لكنها صمدت و تحملت بل أقسمت كثيرًا انها لا تعلم شيء عنها
و هنا ....تجلس شيطانه لا تخاف ربها و هي تلقي علي مسامع مصيلحي أبشع الأتهامات التي تمس عرضه
و هو بمنتهي الجبن يجلس أمامها مطأطأ الرأس لم يفكر حتي أن يدافع عنها
كل ما استطاع قوله هو : هلاقيها و هقتلها عشان اغسل عاري
أم رمضان بقسوة: مالناش صالح أنت حر في بنتك ....ابني طلقها و خلص منها إمبارح أنا دلوقت كل الي عايزاه البنات ....هو أنا ينفع اسيبهم مع واحده فاجرة زي دي عشان يطبق عليهم المثل اقلب القدره علي فمها تطلع البت لأمها
خرجت عليهم صباح رغم ألمها و قالت بغضب : تصدقي إنك وليه ناقصه بنت ستين كلب ...أختي أشرف منك و من إلي جابوكي
أم رمضان بصراخ : بتشتميني يا بنت الكلب ...تلاقيكي أنتي الي عرفتيها علي إللي هربت معاه ما أنتي دايره علي حل شعرك
لم تهتم بسباب أبيها و لا أمها التي تحاول أن تدفعها للخلف و هي تقول بتوسل : أدخلي جوه كفايه فضايح ...الناس مبقاش ليها سيره غيرنا
صرخت صباح بقهر : عشان ملناش أب يجيب حقنا ...لو كان وقف للأوساخ دول من الأول و جاب حق بنته مكنتش اتبهدلت و شافت الذل علي أيديهم
و لسه ....لسه عايزين تسكتو و هي بتتهم بنتكم في شرفها
كنتو خايفين من الطلاق طب أهو رماها الواطي من غير ما يفكر حتي يسأل راحت فين .....مستنيين اااااايه تاني عشان تنطقو حرااام عليكم بقي
أم رمضان بغل ؛ أيوه أيوه خدينا بالصوت يا فاجرة ...تلاقيها هربت زي سمر و لا يمكن الأتنين مرافقين سوي و أنتي هتحصليهم
ام هويدا بغضب لأول مرة : كفايه بقي يا أم رمضان حرام عليكي أنتي عندك ولايه اتقي الله
قررت أن ترحل بعد أن أشعلت المنزل و لكنها قالت قبلها : أنا هعمل لها محضر في القسم مش هسيب بنات ابني يقعدو مع الوسخه دي
صباح بقوه : روووحي لو أنتي جدعه روحي ...هويدا سابت تليفونها و متسجل عليه كل وساخات ابنك ....ضحكت بغل ثم أكملت : ما أنتي متعرفيش إن إلي ابنك مرافقها بجد مش بنتبلي عليه بعتت الشات إلي بينها و بينه لأختي ....واحده مطلقه تلت مرات اظن عرفتيها
خدي التقيله بقي ...ابنك ال### كان بيحاول يكلمني و باعتلي كلام وسخ....لا و كمان بعتلي فلوس كان فاكر أنه هيشتريني بيها
مبهدل أختي و حارمها حتي من حق الدوا و هو بيصرف فلوسه علي النسواااان ....
أنا بقي مش هستني لما تعملي محضر و ديني لأكون رايحه لشيخ الجامع و كبارات البلد و أوريهم كل ده ....حق أختي أنا إلي هجيبه يا ولااااد الكلب
وقف ثلاثتهم ينظرون لها بصدمه و عدم تصديق ...سألها مصيلحي بجنون : أيه إلي بتقوليه ده يا بنت الكلب ...اتهبلتي في مخك ...إزاي متقوليش علي ده كله
نظرت له بقهر ثم قالت : أقولك أيه هااااا...لو عارفه إنك ممكن تعمل حاجه و تجيب حقنا كنت جريت عليك بس للأسف كل الي هتقوله اسكتي عشان بيت أختك ميتخربش
و لما اتخرب سايب ناس معندهاش ذمه و لا ضمير يخوضو في عرض بنتك و أنت ساكت
أم رمضان بخوف داخلي : أنا قولت بنات فاجره محدش صدقني ....عارفه يا بنت الكلب لو نطقتي كلمه علي ابني أنا إلي هشرب من دمك
لم ترد عليها و لكن نظرت لأبيها بسخريه مريره ثم قالت : شوفت يابا ....هتشرب من دمي عشان قولت حقيقه ابنها إلي هي متأكدة إنها صح مش بتبلي عليه ...و أنت سيبتها تتهم بنتك في شرفها و تشنع بيها في البلد بحالها و كل إلي قولته هلاقيها و اقتلها يعني بتثبت إلي قالوه ....منكم لله ...أنا إلي هجيب حق اختي من عين الطخين
أعقبت قولها بالدخول إلي الغرفه و أغلقت الباب بقوة
نظرت أم رمضان بشر لمصيلحي ثم قالت بتهديد صريح : عقل بنتك يا مصلحي أنت مش قد الواقفه قصادنا....و إذا كان علي المحضر خلاص مش هعمله ربنا أمر بالستر و أنا عندي ولايه بردو ...كل إلي عايزاه بنات ابني و يا دار ما دخلك شر
يشعر أنه في الجنه ....بل نعيمها بين يديه ...صغيرته استسلمت له بل تحاول أن تبادله بجهل تام أثار رجولته و أهلكها
فصل قبلته بتمهل ثم نظر لها بعشق و رغبه تملكت منه
ملس علي شفتها السفلي بأصبعه السبابه و هو يقول بهمس متحشرج : أنا عايزك ...وحشتيني ...تعالي نطلع فوق
أبتلعت لعابها بصعوبه ثم قالت بهمس من بين أنفاسها اللاهثه : مش هينفع ...رانيا اااا
الصق جسده بخاصتها أكثر ثم ضغط علي مؤخرتها بيده الموضوعه أسفلها و هو يقول بهياج : هقول لأمي تمشيها بأي حجه ...أو أنتي اغسلي وشك و أطلعي قوللها إنك تعبتي و عايزه تنامي ...مش قادر
نظرت له بذهول ثم قالت : لأ طبعًا مينفعش عيب ...هطرد صحبتي
حقًا شعر بالغضب منها فقال بحده : صاحبتك و لا جوزك بعدين دي بقالها أكتر من تلت ساعات ...ااايه ناويه تبات هنا
لمست وجنته بيد مرتعشه لأول مره كي تراضيه ثم قالت : معلش و الله مش هقدر ...إزاي بس أقولها امشي ...طب بص هقعد معاها شويه صغيرين و أعمل نفسي بتاوب ...فهي أكيد هتاخد بالها و تمشي ...
شهقت رانيا حينما سمعت كل ما قيل ...كتمت غلها داخلها و عادت سريعًا لتجلس مكانها متصنعه العبث بالهاتف و هي تقول داخلها بحقد رغم أنها كانت تحاول لمام شتات جسدها الذي تبعثر بعد ذلك المشهد المثير: اااه يا واطيه عايزه تمثلي التعب عشان تطلعيله....رانيا بقت وحشه دلوقت بعد ما بقالك راجل و أهل ...ماشي يا سمر أنا هعرفك مين رانيا إلي بعتيها بسرعه كده
نظر لها بغضب يشوبه السخريه...عن من تتحدث تلك الحمقاء
قبل ثغرها بسطحيه ثم أنزلها و قال بجمود : تمام يا بابا و لا يهمك ...أنا طالع ارتاح عشان عندي شغل بالليل ...و فقط اعقب قوله يتركها و الخروج سريعًا بغضب مكتوم ...أتجه إلي الأعلي و هو علي يقين تام أن تلك الخبيثه لن تتركها اليوم
صرخت سعاد بعدم تصديق بعد أن لجأت لها دعاء كي تحل لها تلك المعضله و قصت لها كل ما حدث معها : أنتي اتجننتي كل ده يحصل معاكي من غير ما اعرف
خلاااص ملكيش أهل ...لجأتي للغريب و نسيتي أمك و أخوكي
دعاء ببكاء : و الله يا ماما أبدا ...أنا كنت موجوعه و مش عارفه أفكر ..و في نفس الوقت خوفت أقول لسالم لأنه مش هيسيبو
سعاد بحزن : لسه شرياه بعد ما خانك ...مش كفايه كده يا بنتي ملعون أبو الحب إلي يقل من صاحبه
دعاء بحزن : مش عشاني يا ماما...عشان بنتي مش عايزاها تتربي من غير أب ...كفايه أنا و الي شوفته من صغري بسبب بعد بابا...مش هطلع بنتي معقده نفسيه بسببي
سعاد : و بسببك ليه هو أنتي إلي خنتي
دعاء : لا يا ماما بس لو أطلقت هبقي أنا إلي متحملتش و بعدت ....بكت بحزن ثم أكملت بتعقل : أنا عارفه إنها غلطه محدش يقدر يغفرها...لكن محمد الحلو بتاعه كتير يا ماما ...هديله فرصه تانيه و هصبر عشان المركب تمشي
سعاد : طب أقول لأخوكي عشان يساعد صاحبتك إلي ملهاش ذنب دي ...لو واحده غيرها كانت قالتلك اولعي أنا مليش فيه
دعاء : عشان كده كلمتك يا ماما ...ممكن تكلمي سعيد يشوف في محضر و لا لا بس من غير ما يعرف سالم عشان خاطري
سعاد بغيظ: أنتي هبله و لا بتستهبلي ...مهما كان سعيد كويس و صاحب أخوكي الروح بالروح...
مينفعش أروح أقوله و النبي شوفلي كذه من وري ابني
تنهدت دعاء بهم ثم قالت : خلاص يا ماما أنا هتصرف
سعاد : يعني هتتصرفي يا بنتي خليني أقول لأخوكي أحسن
دعاء : طب اصبري عشان خاطري بالله عليكي هشوف حكايه المحضر دي بجد و لا لأ و هشوف زهرة وصلت لأيه و بعدها هكلمك
بالخارج ....أتت سمر إلي صديقتها بوجه محمر للغايه ...رسمت علي ثغرها ابتسامه مهزوزة و هي تقول : معلش اتأخرت عليكي....أمال طنط فين
في لحظه كانت تلك الحيه تغير جلدها و تلبث ثوب الطيبه و الحب ثم قالت بمزاح مقصود : دخلت تتكلم فالفون...غمزت لها ثم أكملت : قوليلي بقي كنتي بتعملي ايه ده كله
اهتزت حدقتيها و هي تقول بكذب مكشوف : اااا...مش بعمل ...كنت بعمل قهوه لسالم
كتمت رانيا غلها بصعوبه و هي تقول بمزاح : يا بت ...علي ماما بردو أنا شيفاه و هو رايح ناحيه المطبخ
ردت سمر بجديه لعدم رغبتها في قص ما حدث منذ قليل لها : كان بيقولي طالع يرتاح عشان عنده شغل و خلاص مش عايز قهوة
كادت أن تصفعها من شده غيظها و لكن تمالكت حالها و قالت بتبجح : سمر أنتي قولتيلي أنه قرب منك زي المتجوزين...بس محكتليش تفاصيل ...أنا عايزه اعرف قرب إزاي و أنتي لسه بنت
برقت عيناها بصدمه و خجل ثم قالت : عيب يا بنتي أيه الكلام ده ...أحكي أيه
ردت بوقاحه: تحكي إلي بيحصل بينكم ...مثلت الحزن و هي تكمل : و لا خلاص مبقتش صاحبتك إلي مش بتخبي عليها حاجه
سمر بتلبك: اااا...مش كده و الله أنتي عارفه غلاوتك عندي بس اااا...
قاطعتها سريعًا بغضب فشلت في مداراته : بس أيه يا سمر هاااا...أقولك بس أيه...بس خلاص بقي عندك مامتك و جوزك و كمان أهله...يعني بعد ما كان ملكيش غيري بقي عندك كتير ...دا أنتي حتي تحرش عزت ابن عمك بيكي حكتهولي ...الأكل إلي كنتي بتاكليه ببقي عارفه نوعه أيه
يعني كنت ليكي كأنك نفسك ...معرفش إن الجواز هيغيرك كده
ردت عليها بحزن و بكاء : و الله أبدا أنتي ظلماني ...مفيش حد يقدر ياخد مكانك عندي ....بس أنا بتكسف يا رانيا ...يعني في حاجات متتقالش
و لما حكتلك علي عزت مقولتش أنه لمسني ...قولت كان بيدخل عليا الأوضة من غير ما يخبط و نظراته مكنتش بتريحني
وقفت من مقعدها و قررت أن تتخذ ما حدث حجه كي تترك تلك الخبيثه بعدما شعرت بعدم تحمل وجودها معها في نفس المكان ....لم تكن تسمعها من الأساس بل كل ما كان يدور داخل عقلها و تراه أمامها ...مشهد سمر الغبيه كما أطلقت عليها مع ذلك الرجل المخضرم ...
سمر بحزن : رايحه فين هتمشي و أنتي زعلانه مني
أبتسمت بكذب ثم عانقتها و هي تقول : أنا مقدرش أزعل منك يا سموره ...بس أنا اتأخرت و لازم أمشي ...أكملت بخبث : و كمان عشان تطلعي تشوفي جوزك و حماتك متزعلش منك ...
ربتت علي كتفها و أكملت بحقارة: بس نصيحه من أختك متخليش جوزك يلمسك علي الأقل إنهاردة
نظرت لها بصدمه و عدم فهم فأكملت : أولًا عشان نتكلم بكره زي ما قولتلك براحتنا ...ثانيًا عشان يحس إنك زعلانه أنه مقدرش صاحبتك إلي أول مره تدخل بيتك و طلع ينام حتي من غير ما يستأذن
كادت أن ترد إلي أن الخبيثه أبتسمت و هي تكمل : يا حبيبتي أنا مش زعلانه أنا بعلمك الأصول إلي المفروض يعملها معاكي
أنا لو عليا عادي مش فارقلي أصلا لكن أنا بنبهك عشان ممكن يعملها مع أمك أو أخوكي ماهو عادي بقي
يبقي لازم تعرفيه إن تقدير ضيوفك و احترامهم من تقديرك و احترامك فهمتي
هزت رأسها بتفهم و داخلها حقًا غضب من تصرف زوجها و قالت لحالها : أمال لو تعرفي أنه عايزني أمشيكي عشان اطلعله....
عانقتها بحب ثم أتجهت معها نحو الباب لتودعها علي وعد باللقاء غدًا
في نفس اللحظه كانت أمها و أخيها كادت أن تطرق الباب الذي وجدته فتح فجأة
عرفتها عليهم و الحيه تعاملت بود كبير كما فعلت مع سعاد
غادرت سريعًا ثم دلف البقيه الي الداخل في نفس وقت خروج سعاد من الغرفه
رحبت بهم و بعد أن جلسو قالت سمر بهدوء : هطلع أقول لسالم إنكم هنا
هند : يا بنتي سيبيه يرتاح أكيد جاي تعبان من الشغل
سمر : لا يا ماما ده طلع عشان أقعد مع رانيا براحتي ...ثواني و جايه
أعقبت قولها بالأتجاه نحو الأعلى كي تأتي به
أما سعاد همست لهند: أنتي ارتحتي للبنت دي يا أم سامح
هند بحيره : أقولك الحق ...قلبي اتقبض لما شوفتها مع إن لما كلمتني في التليفون تطمن علي سمر حسيتها كويسه و بتموت فيها ...ليه يا حجه بتسألي في حاجه طمنيني
سعاد بتسويف : لا يا حبيبتي مفيش بس أنا بردو مرتحتش لما شوفتها و قولت يمكن بيتهيألي فقولت اسألك
دلفت إلي الغرفه بوجه غاضب ...وجدته يتحدث عبر الهاتف ...أبتسم لها بحب ثم تحرك تجاهها ...لف ذراعه حول خصرها لتظل بقربه حتي ينهي حديثه
عقد حاجبيه بغرابه حينما وجدها تحاول الأبتعاد ...نظر لها بمعني : في أيه
هزت رأسها بمعني...لا شيء و ما زالت تحاول إبعادة
مما اضطره أن ينهي حديثه فجأة و هو يقول : تمام ...اعمل إلي قولتلك عليه دلوقت و كمان شويه هكلمك أشوف وصلت لأيه عشان معايه مكالمه تانيه ...سلام
لم ينتظر رد الطرف الآخر بل أغلق سريعًا ثم الصقها به بقوة و قال بغضب مكتوم : في أيه
تطلعت له بعيون حزينه ثم قالت بنبره عاليه يملأها الغضب : ......
ماذا سيحدث يا تري
سنري
انتظروووني
بقلمي / فريده الحلواني