📁 آخر الأخبار

نوفيلا عشق ملعون الفصل الثاني بقلم بسنت محمد عمر

 نوفيلا عشق ملعون الفصل الثاني بقلم بسنت محمد عمر

نوفيلا عشق ملعون الفصل الثاني بقلم بسنت محمد عمر


نوفيلا عشق ملعون الفصل الثاني بقلم بسنت محمد عمر

نوفيلا عشق ملعون

 الفصل الثاني 

بقلم بسنت محمد عمر



الفصل الثانى ....


"وأنتِ تقوليلي بحبك تحبي إيه فيا؟

وده حب إيه ده اللى من غير أى حرية؟ ...."



مر أسبوع بعد أستلامه عمله الجديد، كانت الأمور طبيعية فى تلك القرية الهادئة فأهلها على قدر كبير من الطيبة ومراعاة الأخرين فتنشأ صلات قوية بين الأسر، كان يونس يتم عمله على أكمل وجه وأستطاع أكتساب حب الأهالى حوله بسهولة، وكان يطمئن والدته عليه يومياً كما أن يومه لم يكتمل بدون محادثة خطيبته رقية عدة مرات فى اليوم وبالرغم من كل ذلك كان يشعر أن شىء ما يجذبه لذلك القصر البعيد، شىء ما يدفعه دفعاً لرؤيتها مرة أخرى .

كان ينهى نفسه عن ذلك الشعور فهى مجرد فتاة رآها صدفة وقد رأى من هن أفضل منها بمراحل حتى أنه يعشق خطيبته عشقاً جماً.


 رقية هى ابنة خالته وعشقه منذ الصغر، فقد نشأت معه حيث تركها والدها جمال الرفاعى بصحبة والدتها فى منزل يونس بعد تعثر حالته المادية ليسافر إحدى دول الخليج عدة سنوات ليعود منها بعد أن كسب الكثير من المال ثم يعيد إفتتاح شركته مرة أخرى، وفى تلك الفترة نشأت قصة حب بين يونس و رقية تم تكليلها منذ عدة شهور بالخطبة، وكان سيتم الزواج سريعاً لكن قرار تعيين يونس وسفره إلى صعيد مصر أخّر تلك الخطوة قليلاً.


 وبالرغم من ذلك لماذا يشعر بالرغبة فى رؤية "عزيزة" ولو دقائق؟، فبعد أن أنهى دوامه عاد إلى أستراحته يتحدث مع والدته قليلاً فأذنت العشاء فأستأذن منها للصلاة وبعدما أنتهى من الصلاة قرر أن يتجول بسيارته حول القرية قليلاً، كان يدرى أنه يضع سبباً مزيفاً للمرور حتى أمام قصرها.


وبالفعل، خرج عن حدود القرية وأقترب من ذلك القصر العجيب، تعجب لما تم بناء القصر بعيداً عن القرية هكذا فخمن أن أهله يفضلون العزلة، فربما كانوا من أهل البندر يوماً ما.

منذ أقترابه من المكان شعر بتلك السخونة تسرى فى أوردته رغم برودة الطقس حوله، فتفصله أيام قلائل عن نهاية الشهر لكن السخونة التى شعر بها كانت تذكره بأغسطس، توقف أمام البوابة قليلاً يراقب خارج القصر فرأى نفس الأضاءة الخفيفة التى تطل خلف أحد النوافذ، فربما "عزيزة" تجلس خلفها.

أدار محرك السيارة وكاد يعود إلى الخلف لكنه وجد بوابة القصر الخارجية تُفتح تلقائياً فبدون وعى عكس أتجاهه وتحرك للأمام .


وصل إلى البوابة الداخلية للقصر فنزل من السيارة ليجد أن المطر بدأ مرة أخرى فتحرك مسرعاً إلى الداخل بعدما رأى أن البوابة الداخلية مفتوحة أيضاً ... كأنها تعلم بوجوده ... كأنها ترحب به .


 وقف فى ردهة القصر يبحث عنها بعينيه فأنتبه إلى صوت يأتى من أحد الغرف مفتوحة الأبواب، فأقترب منها ليجدها تقف بالقرب من مدفأة تحرك أحد الجمرات بطرف عصى حديدية.

-أنسه عزيزة .


ألتفتت إليه بإبتسامتها الساحرة مرددة:

-چيت المرادى ليه عاد يا باشا؟


تلعثم قليلاً وظل يبحث عن سبب يخبرها إياه لتفاجئه بقولها:

-كأنك أتوحشتنى والشوج اللى چابك يا وِلد البندر.


صمت بتوتر قليلاً ثم ردد بهدوء مفتعل:

-كنت بعمل جولة تفقدية حوالين القرية فوقفت قدام القصر، وكنت بطمن عليكي مش أكتر .


جال ببصره بالمكان مكملا حديثه:

-خصوصاً أنه واضح أنك عايشه لوحدك.


 تركت ما بيدها لتجلس على الأريكة واضعة ساق على أخرى تنظر إليه بنظرة متحدية مرددة:

-وده شيء يعيبنى إياك يا حضرة الظابط .


مط شفتيه ثم هز رأسه وجلس قبالتها رَداً عليها:

-أنا مقولتش كده بس مستغربك مش أكتر، بنت زيك واضح جداً أنك مكملتيش لسه العشرين حتى .. و ..جميلة، تعيش لوحدها فى مكان زى ده ليه؟


نظرت إلى النيران المشتعلة فى المدفئة مرددة بنبرة حزينة:

-أوجات الظروف اللى بتحكم علينا نعمل حاچات المفترض ماتحصُلش واصل .


ثم ألتفتت إليه تنظر بتفحص :

-وأنت؟ إيه اللى چابك عنا البلد وعرفت كل ناسها ولا لساك؟


 وقف يونس ثم أقترب من النافذة مراقباً الأمطار فى الخارج ثم رد عليها دون أن يلتفت:

-اترقيت فنقلونى هنا، الناس هنا طيبين وعلى طبيعتهم .


هبت واقفة تتابعه لتكمل عنه بنبرة صوت غريبة ممتلئة بالحقد والألم:

-اااه، عكس ولاد البندر اللى ماليهم الغدر والحقد والسوء.


تعجب من جملتها ليلتفت إليها فوجدها تغادر الغرفة دون أى حديث فناداها:

-عزيزة .


لم تلتفت إليه وأكملت سيرها إلى الأعلى ليردد خلفها:

-هو أنا قولت حاجة ضايقتك؟


ردت عليه وهى تكمل سيرها للأعلى دون أن تلتفت:

-الوجت أتأخر يا يونس، أرچع مُطرح ماكنت.


تعجب من حالتها متسائلاً:

-هشوفك تانى ؟


توقفت عن المسير لتلتفت إليه نصف إلتفاته مرددة بإبتسامة أظهرت تلك الغمازة فى وجنتها:

-لما الشوج يزورك هتاچى من غير سؤال.


ثم صعدت تاركه إياه فى حيرة من أمره ليخرج إلى سيارته عائداً إلى القرية مسلوب العقل والفؤاد من تلك الجميلة .


.....


 شعر ببرودة الطقس بعد عودته إلى الإستراحة، لا يدرى سبب دفء المكان لديها ولا يدرى سبب رغبته فى ألا يمر الوقت جوارها.

تمدد على الفراش ينظر إلى سقف الغرفة يتذكر غضبها المفاجىء، يتسائل لما تعلق بها إلى ذلك الحد لتأتيه رسالة على أحد مواقع التواصل الإجتماعي وكانت رقية صاحبتها، لم يفتحها ظل ناظراً إليها من الخارج فقط .

شعور بالحزن إجتاحه بسبب إحساسه أنه يخونها فهى حب عمره الذى نشأ وظل معه كل الأعوام السابقة، ليتراجع عن تفكيره بتلك ال "عزيزة" مؤنباً نفسه على فعلته تلك وآمراً إياها بأن تتخطاها تماماً.

شعر بالبرد قليلاً فأحضر غطاءً ثقيلاً وألتحف به محاولاً النوم، أخيراً غفى بعدما ناشد النوم كثيراً ...


غط فى النوم فسمع صوت صرير باب غرفته فنظر إلى مصدر الصوت ليجده يُفتح بهدوء حاول مد يده لإحضار السلاح من جواره لكن .. مهلاً .. يده كأنها مكبلة ولكن بلا قيود، حاول أن يتحدث ولكن صوته محتجزاً فى حنجرته فظل يقاوم شىء ما لكنه لا يدرى ماهيته.

سكن فى مكانه حينما رآها تقف عند باب الغرفة ولكن الحزن يخيم على ملامحها تنظر إليه بعيون منكسرة كمن فُطر قلبها للتو أنقبض قلبه عليها وخشي أن يكون أصابها مكروه فرآها تمد يديها نحوه ولكن يوجد أغلال تقيد معصميها فرفع عينيه نحو وجهها محاولاً سؤالها لكن مازال صوته محتجزاً .

حزينة، منكسرة، متألمة وباكية .. تلك كانت صورتها أمامه حاول التحرر مما فيه ليسمع صوتها يهمس بإسمه بالقرب من أذنيه بالرغم من وقوفها بعيداً عنه .


-يونس .


كلمة واحدة كانت كافية لإستيقاظه فهب واقفاً فى منتصف الغرفة يبحث عنها فى كل مكان منادياً بإسمها، فلم يجد لها أى أثر حتى خارج الغرفة حتى خارج المنزل بأكمله، فقد كان المطر مستمراً بالخارج ولا أثر لها فعاد إلى الداخل بعدما أدرك أنه كان مجرد حلم .. لا بل كابوس حتماً.

أنقبض قلبه لرؤيتها هكذا وشعر أن عليه الأطمئنان عليها لكنه تذكر وعده السابق لنفسه فتنحى عن فكرته تلك مردداً بعض آيات القرآن الكريم ثم توضأ وصلي ركعتين ثم أكمل نومه عسي أنه يلتمس فيه بعض الهدوء .


 .....


فى صباح اليوم التالى ....

كانت تجلس حزينة فى حديقة منزلها فخرجت والدتها بصحبة خالتها التى جاءت مؤخراً لتقيم معهم بعد سفر ولدها فتحدثت والدتها:

-مالك يا روكا زعلانه ليه ؟


تنهدت رقية بحزن مرددة:

-مفيش يا مامى بس مستغربة يونس .


فرددت خالتها تلقائياً بعد سماع اسم ابنها:

-ماله يونس يا رقية قلقتينى؟


-يا طنط ثناء من وقت ما سافر وهو فى حاجة مغيراه وشغلاه عنى .


فقالت والدتها:

-إزاى يعنى؟ مش أنتى بتكلميه يا ثناء على طول؟


-اه يا مجيدة وآخر مرة إمبارح قبل ما ينام، يمكن مشغول أو أى حاجة ؟


-لا يا طنط حتى أمبارح بعتله ماسدج مردش عليها لدلوقت ودى أول مرة تحصل .


-طيب أكلمه أنا؟


-لا يا طنط أنا هشوف 

ماله.


أثناء قولها ذلك رأت أتصالاً واردً منه فإبتسمت وإبتعدت عنهم بسرعة لتضحك الأخريتين متعجبين من تغير حالتها ذلك .

 كانت تشعر بالأنزعاج منه وكادت أن تنهى خطبتها لكن بمجرد أن سمعت صوته شعرت بخفقات قلبها تزداد:

-لسه فاكرنى حضرتك؟


-أنا أسف وغلطان وحقك عليا مليون مرة.


-يا سلام بتاكل بعقلي حلاوة أنت كده صح؟


-لا أنا جاى أعترفلك بغلطى مليون مرة كمان، حقك عليا .


أبتسمت رقية ثم رددت بهدوء:

-طيب ممكن أفهم إيه اللى شغلك عنى كده؟


تلاشت الإبتسامة عن وجهه بعدما سمع سؤالها وتراءات صورة عزيزة فى مخيلته فنالت من قلبه غصة بعدما تذكر حالها فى كابوس ليلة أمس فأنتشله من أفكاره صوت خطيبته مردداً:

-ياااه سؤال صعب للدرجادى ؟


-لأ خالص، بس أنتى عارفه أنا بشتغل إيه وعارفه وضعى عامل إزاى أصل حبيبك بقي نقيب ياروحى .


-يا سلام، سيادة النقيب هتنزل القاهرة أمتى أن شاء الله ؟


-اممم لسه شوية بس ممكن أعزمكم هنا عندى تريحوا أعصابكم شويه، جو البلد تحفة .


-تمام شوف أمتى وأحنا نجيلك أن شاء الله.


-تمام، سلام بقي يا روكا علشان مش فاضي.


-سلام.


أنهت الأتصال ثم عادت إلى مقعدها بين والدتها وخالتها لتجد الأثنتين ينظران إليها بإبتسامة ساخرة فردت بضحك:

-نعم يعنى، خلاص أتصالحنا .


لينفجر الجميع فى الضحك بعد ذلك .

تعليقات