نوفيلا عشق ملعون الفصل الثالث بقلم بسنت محمد عمر
نوفيلا عشق ملعون الفصل الثالث بقلم بسنت محمد عمر
نوفيلا عشق ملعون
الفصل الثالث
بقلم بسنت محمد عمر
الفصل الثالث ....
"يونس فى بلاد الشوق
اه يا ولد الهلالية ..
بتونسنى دموع العين
وأنا سايب أهاليا .
اه يا ولد الهلالية .. لا عليا ولا بيا .
يا عزيزة يا بنت السلطان .. لو يتغير الزمان .. و قابلتينى فى أى مكان .
كنت أعشق من غير ما تقولى ..
يونس .. أنا يونس"
مر أسبوعاً أخر فى عمله الجديد وهو ثابت على عهده لكن يزداد إليها شوقاً، لا يدرى كيف خطفت قلبه تلك الجنية الصغيرة .. نعم .. هى تصغره بأكثر من عشر أعوام، يسأل نفسه كثيراً لما تعلق بها إلى ذلك حد، حد أنها أصبحت لا تغادر أحلامه ليلة واحدة حتى أنه أصبح ينتظر موعد نومه لأنه على لقاء بها، كان يراها حزينة تارة، باكية تارة وتستغيث به تارة أخرى.
رغب كثيراً فى زيارتها لكنه ألجم رغبته تلك أكثر، تسائل كثيراً إن كان ما يشعر به عشقاً؛ فما هى حقيقة مشاعره تجاه خطيبته ورفيقة دربه؟
مشاعر متضاربة تعصف بكيانه عصفاً، قلبه متأرجح وهو الذى كان صامداً طوال حياته وحينما قابلها أنهارت كل سدوده المنيعة التى حصن بها قلبه ناحية كل النساء إلا محبوبته، يتسائل لما ينجذب إليها هكذا دون غيرها فلم يمر على لقائهم الكثير ولم يراها سوى مرتين وكانت لدقائق معدودة فهناك شىء غير منطقى حتماً، كان دائماً يكررها فى نفسه عسى أن يبعدها عن تفكيره .. تلك الوحيدة الغريبة .. تُرى من أهلها ولما تسكن ذلك القصر وحدها؟!
سؤال يتكرر فى عقله كأن عمله كضابط شرطة كان من أسباب تعلقه بها أيضاً.
وفى ليلة غلبه شوقه إليها يريد فقط أن يطمئن عليها فقرر أن يذهب إليها .. يراها حتى من بعيد فيشبع قلبه برؤية عينيها الكحيلة .. أو يلمح طرف جلبابها الواسع الذى تفضله ويبرز جمالها الآخاذ .
فأستقل سيارته متجهاً إليها بلوعة عاشق وعقل غائب مسلوب الإرادة وقلب متمنى رؤية الحبيب، وبعد قليل من الوقت وصل إلى قصرها فظل فى سيارته عسى أن يلمحها أو تخرج لأى سبب فالطقس اليوم بالرغم من برودته إلى أن السماء صافية والقمر ساطعاً يتوسط السماء
ظل فى سيارته يتابع المكان لكن لا يبدو أنها ستخرج الليلة فتابع جميع الشُرف والنوافذ وأخيراً لمحها تقف خلف النافذة تنظر إليه بأعين متحدية وابتسامة هادئة كأنها تقول" قد أمسكت بك" ف لوحت له بكفها وأشارت بأن يدخل إليها، لم يفكر لثانيتين فتحرك بالسيارة إتجاه البوابة فوجدها تُفتح فعبرها ثم وصل إلى البوابة الداخلية للقصر ودلف مسرعاً ليجدها فى استقباله عاقدة ساعديها مرددة:
-چيت تانى يا باشا وأنت اللى كنت ناوى مش تيچى.
وقف قبالتها مردداً:
-كان فى سؤال على بالى عايز أسأله هو اللى جابنى .
ضحكت ثم ألتفت لتدخل نفس الغرفة السابقة قائلة:
-سؤال مهم جوى اللى چاب معالى الباشا لحدينا .
ثم ألتفتت إليه مرة أخرى متسائلة:
-وإيه السؤال ؟
-أهلك فين وعايشه لوحدك ليه ومش بتخافى من المكان ده لوحدك ؟
ردت بهدوء مرح:
-كان سؤال واحد إيه اللى حُصل عاد؟
حك مؤخرة رأسه مازحاً:
-اعتبريهم يا ستى سؤال واحد بس عايز أفهم .
-أنا عايشه لوحدى وتجريباً أتعودت على الوحدة والجصر ده محدش دخله غيرك من زمن.
-وأهلك فين ومش بتخافى؟
ظهر فى نبرتها الحسرة مرددة:
-أهلى، أهلى موچودين وجريبين منى جوى لكن بُعاد جوى جوى .
تعجب من إجابتها فردد :
-مش فاهم.
لمعت فى أعينها دمعت فردت:
-أهلى راحوا يا يونس وأنا اللى كنت السبب، بعدت عنيهم وأتحط بينى وبينهم ألف سور وبتمنى كل لحظة إن يرچع الوجت وأطل في عينهم ولو طلة واحدة .
كان يزداد حيرة من حديثها فأقترب منها قائلاً بهدوء :
-ماتوا ولا حصل إيه؟
أبتسمت بعيون دامعة تنظر إلى عينيه مرددة:
-بعدوا، كيف ما أنت كمان هتبعد وتسيب عزيزة يا يونس .. راح يچى اليوم اللى هتبعد فيه عن عزيزة، واليوم ده جرب وأنت مش دريان يا حزين .
كان حديثها كالطلاسم يزداد تعقيداً كلما تحدثت ولكن لما أنقبض قلبه حينما رددت "البعد" هل سيبتعد عنها حقاً؟ كان عقله مشغول بكل حرف قالته وقلبه يشتعل من الخوف من البعد حتى صورة رقية أصبحت مشوشة أمامه الآن .
كانت قبالته لا يفصل بينهم الكثير ينظر إلى عينيها بصمت تام فمد يده يحاول أن يلمس أناملها بأطراف أنامله فأبعدت يديها بسرعة تنظر إلى عينيه قائلة بهمس يحرق قلبه:
-بلاش أنا يا يونس، أنا نار ممكن تحرجك فى أى وجت .
كان يرى فى عينيها نار تشتعل كأن روحها هى من تحترق ألتمس فيها حبها له وأطمئن قلبه بأن عشقه يسري بها كما يسري عشقها فى قلبه فردد:
-أنتى مين وعملتى فيا إيه؟
كادت تبكى فرددت قبل أن تتحرك من أمامه :
-أنا عزيزة، وغصب عنى اللى أنت فيه يا يونس .. أنت حريتى وأنا سچنك يا يونس .
قالتها وأسرعت إلى أعلى كأنها تهرب منه فناداها بعلو صوته :
-عزيزة .
فردت دون أن تلتفت :
-أبعد ومترچعش هنا واصل، لو جدرت يا يونس .
أختفت وتغير الطقس حوله فتبدل من الدافىء القابل للأشتعال إلى البارد الذى جعله يرتجف، فردد بعد أن أختفى أثرها وقبل أن يخرج من المكان:
-وأنا مش هقدر أبعد يا عزيزة .
عاد إلى استراحته يجر أذيال الخيبة شاعراً بقلبه ينزف بعد حديثه معها، قبل أن يراها يظل يُمنى نفسه برؤيتها عسي أن يهدأ قلبه وبعد رؤيتها يزداد قلبه ألماً من بعدها .
رن جرس الهاتف عدة مرات متتالية بإسم رقية فسحب نفساً عميقاً يحاول أن يهدأ ألمه قليلاً وقرر أن يرد عليها حتى لاتشعر بتغيره، ولكن كيف سيظهر طبيعياً وهو متألماً حائراً كمن قُسم إلى نصفين وكلاً منهما يحارب الآخر، كان فرحاً بعمله الجديد فلما ندم على ذلك العمل الآن ؟
......
هلّ شهر ديسمبر وأزدادت درجة الحرارة برودة فلاحظ أن القرية تخلو من المارة بعد صلاة العشاء مباشرةً، تعجب فى البداية لكنه أرجع ذلك إلى الطقس البارد .
فى ليلة شديدة البرودة جلس فى مكتبه يراجع ملفات بعض القضايا وبعد أن أنتهى تمدد قليلاً على الأريكة الموجودة بجوار المكتب ونظراً إلى هدوء المكان والطقس البارد ألتحف بغطاء خفيف موجود فى المكتب فغفى قليلاً يلتمس بعض الراحة فمنذ لقائها الأخير معه وقد أنهك نفسه فى العمل حتى لا تسلبه تفكيره كلياً، مرت دقائق ليصحو فزعاً بعدما سمع صرخة نسائية شقت سكون الليل فتحرك مسرعاً إلى خارج المكتب منادياً أحد أفراد الأمن الموجودين فى الخارج.
-مرعى، مصطفى.
كان ينادى بعلو الصوت ليقترب منه مرعى مسرعاً.
-أفندم يا يونس باشا؟
-أنت سمعت واحدة ست صرخت دلوقت ؟
نظر مرعى إلى مصطفى الواقف جواره نظرة هلع ليجيب مصطفى:
-كل البلد سمعتها يا باشا.
-وأنتوا واقفين كده عادى.
تحرك إلى الخارج مكملاً حديثه:
-هاتوا العربيات ويلا بينا نشوف فيه إيه يمكن حد جراله حاجة.
أقترب منه مرعى بهدوء مربتاً على كتفه بطريقة أثارت دهشة يونس:
-أصبر بس يا باشا مفيش حد حصله حاجة.
تعجب يونس من حديث مرعى وهدوئهم ليرد مصطفى مبرراً:
-مرعى معاه حق يا باشا أحنا متعودين على كده.
ظل يونس ينظر إليه ببلاهة مردفاً:
-مش فاهم متعودين على إيه؟
أقترب منه مرعى قائلاً:
-طيب تعالى نقعد بس فى المكتب جوا واعملك كوباية شاى وهنفهموك كل حاجة .
عاد إلى مكتبه متعجباً من الأمناء فدخلا إليه وأحدهما يحمل كوباً من الشاى فقال بغضب:
-ممكن أفهم إيه اللى بيحصل بالظبط؟
فرد مرعى:
-أحنا فى شهر ديسمبر يا باشا .
-وبعدين؟
قالها يونس متسائلاً ليرد مصطفى:
-أنا بشتغل فى البلدى من ٥ سنين تقريباً والصرخة دى لازم نسمعها أكتر من ليلة فى الشهر ده .
ليكمل مرعى:
-وأنا بقالى سنتين هنا وبرضو نفس الوضع، لازم كل ديسمبر نسمع الصرخة دى و سمعت حكايات كتير، منهم أن البلد ملعونة من الفراعنة علشان فى أثار فى الجبل ومنهم بيقول أن فيه جنية ساكنة الأراضي الزراعية اللى حوالينا .
ليكمل مصطفى:
-ومنهم اللى بيقول أنه جاى من القصر المهجور اللى فى الطريق الخلفى للقرية .
عند ذكر ذلك أنتبه يونس إلى الحديث بعدما كاد أن يطردهم من المكتب فسأله:
-قصر مهجور إيه وطريق خلفى إيه؟
فرد مصطفى:
-فى طرق خلفى للقرية محدش بيمشي فيه أوى عكس الطريق الرئيسي اللى عند المدخل، الطريق ده فى نهايته قصر كبير أصحابه سافروا وهاجروا من سنين كتيرة ومن حوالى ٢٩ سنة فى نفس الوقت بيسمعوا الصرخة دى بتتكرر يجي مرتين تلاتة حتى تلاقى أن أهل البلد بيختفوا فى الشهر ده وبيخرجوا من بعد الفجر وأخرهم فى الشارع صلاة العشاء.
متنساش ان الروايه موجوده كامله في قناه التليجرام
والواتساب
1- للانضمام لقناه الواتساب
( 👈اضغط هنا👉 )
꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂
2- للانضمام لقناه التويتر
(👈 اضغط هنا👉)
꧁꧁١꧁꧁꧂꧂꧂
3- للانضمام لصفحه البيدج
(👈 اضغط هنا👉)
꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂
4- للانضمام لقناه اليوتيوب
(👈 اضغط هنا 👉)
꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂
5- يمكنك للانضمام لقناه التليجرام
( 👈اضغط هنا👉 )
꧁꧂ ꧁꧁꧁꧁꧂꧂
6- ويمكنك للانضمام لصفحه التيك توك
( 👈اضغط هنا 👉)
꧁꧂꧁꧁꧁꧂꧂꧂
7-وللانضمام لصفحه الانستجرام
(👈 اضغط هنا 👉)
꧁꧁꧁꧁꧂꧂꧂꧂
و للانضمام علي جروب الفيس بوك
(👈 انضمام 👉)
👆👆👆👆
📚 لقراءه الفصل التاني من هنا ♡♡♡👇👇
( الفصل الرابع )
✍️ لقراءه عشق ملعون كامله 👇
( 👈اضغط هنا👉 )