روايه في رحاب الصحابه الفصل الخامس بقلم عبد الرحمن عليوه
روايه في رحاب الصحابه الفصل الخامس بقلم عبد الرحمن عليوه
في رحاب الصحابه: الفصل الخامس)
(نور الهدايه)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين الحمدلله الذي احاط بكل شيء علما واحصي كل شئ عددا واذا قضي أمرا فإنما يقول له كن فيكون..
وصلاه ربي وسلامه علي اشرف الخلق سيدنا محمد وخاتم المرسلين...
في صحراء العربِ، حيثُ الشِّدادُ واللَّهَبُ
بزغَ نورُ الحقِّ، ومِنْهُ العجَبُ
عمرُ الفاروقِ، في الجاهليةِ بطلُ
وفي الإسلامِ، للحقِّ مُنتَصِرُ
بِشِدَّةِ بأسٍ، كانَ يُعرَفُ
وبِعَدلٍ، في الإسلامِ يُوصَفُ
إسلامُهُ عِزٌّ، للإسلامِ نَصْرُ
وبِهِ، الحقُّ يُعلى، والباطلُ يُكسَرُ
في ليلةٍ، اهتزَّتْ لَهُ الأركانُ
فأضاءَ قلبَهُ، نورُ الإيمانُ
فَأَصبَحَ الفاروقُ، بِالحَقِّ مُتَمَسِّكًا
وفي سبيلِ اللهِ، مُجَاهِدًا وَمُتَوَكِّلًا
فَهذا عُمَرُ، قِصَّةٌ تُروَى
لِتَكونَ لَنا، دَرْسًا وَعِبْرَةً
فَلْنَسْتَلْهِمْ مِنْهُ، قُوَّةَ الإيمانِ
وَلْنَتَمَسَّكْ بِالعَدْلِ، في كُلِّ مَكانِ
في غياهب الجاهلية، حيث كانت القلوب تعج بالضلال والأبصار تغشاها غشاوة العمى، بزغ فجر الإسلام نورا ساطعا، مبددا ظلمات الشرك، ومحييا النفوس بنفحات الإيمان. كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بدعوته الصادقة، يزرع بذور الحق في أرض قاحلة، فتثمر قلوبا مؤمنة، وأرواحا مستنيرة.
غير أن قريشا، سادة الجاهلية، لم يرق لهم هذا النور الساطع، فشنوا حربا ضروسا على المؤمنين، صبوا عليهم جام غضبهم، وأذاقوهم صنوف العذاب، ليطفئوا جذوة الإيمان في قلوبهم.
وفي خضم هذه المحن، كانت دار الأرقم بن أبي الأرقم ملاذا آمنا للمؤمنين، يجتمعون فيها ليتدارسوا آيات القرآن، ويتعلموا هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ويستمدوا من نور الإيمان قوة وثباتا.
وفي ليلة من تلك الليالي المباركة، وبينما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه، وبينما القلوب تخشع لكلام الله، والأرواح ترفرف في سماء الإيمان، حدثت واقعة غيرت مجرى التاريخ، وأضاءت بنورها دروب الهداية، قصة إسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ذلك الرجل الشديد البأس، الذي كان في الجاهلية عدوا لدودا للإسلام، فإذا به يصبح في الإسلام سيفا مسلولا على أعداء الدين، ونورا يضيء دروب المؤمنين.
كانت مكة المكرمة مهبط الوحي، ومهد الرسالة، ومنها انطلق نور الهداية ليشع في أرجاء المعمورة. وفي تلك الحقبة الزمانية، كان هناك رجلٌ شديد البأس، قوي الشكيمة، يُدعى عمر بن الخطاب.
كان عمر رضي الله عنه في بداية أمره من أشد المعارضين للإسلام، ومن أشد المؤذين للمسلمين. ولكن الله تعالى أراد له خيرًا، ففتح قلبه للإيمان، وأضاء بصيرته بنور الهداية.
في ليلة من الليالي، وبينما كان عمر رضي الله عنه في طريقه ليؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، سمع آيات من القرآن الكريم تتلى، فاهتزت لها جوارحه، وخفق لها قلبه، وشعر بنور الإيمان يملأ صدره.
ذهب عمر رضي الله عنه إلى دار الأرقم، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتمع بأصحابه، وأعلن إسلامه أمام الجميع، ففرح المسلمون فرحًا شديدًا، وكبروا تكبيرات مدوية.
كان إسلام عمر رضي الله عنه نصرًا عظيمًا للإسلام، فقد كان رجلًا قويًا وشجاعًا، وكان له مكانة كبيرة في قريش، فبإسلامه عز الإسلام، واشتد عوده، وقوي أصحابه.
ومنذ ذلك اليوم، أصبح عمر رضي الله عنه من أشد المدافعين عن الإسلام، ومن أقوى المناصرين للرسول صلى الله عليه وسلم، وكان له دور كبير في نشر الإسلام، وفي تثبيت أركانه
بعد إسلام عمر رضي الله عنه، لم يعد المسلمون يخافون من قريش، بل أصبحوا يخرجون إلى الكعبة ويصلون جهرًا، وقد كان عمر رضي الله عنه يقول: "يا رسول الله، ألسنا على الحق؟" فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: "بلى". فيقول عمر: "ففيم الاختفاء؟ والذي بعثك بالحق لتخرجن". فخرج المسلمون في صفين، عمر في أحدهما وحمزة في الآخر، يكبرون ويهللون، حتى دخلوا المسجد الحرام.
كانت قريش تنظر إليهم في دهشة وغضب، ولكنها لم تجرؤ على التعرض لهم، فقد كانوا يعلمون قوة عمر وشجاعته، وكانوا يخافون بأسه.
بعد ذلك، دعا النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين أن يعزهم الله بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام، فكانت دعوته لعمر، فأسلم وأعز الله به الإسلام.
كان عمر رضي الله عنه حريصًا على الدعوة إلى الله، وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وكان لا يخاف في الله لومة لائم.
في إحدى المرات، كان عمر رضي الله عنه يمشي في شوارع مكة، فرأى امرأة تحمل قربة ماء ثقيلة، فتقدم إليها وعرض عليها المساعدة، فحمل عنها القربة ووصل بها إلى بيتها.
كانت المرأة فقيرة ومحتاجة، وكانت تدعو لعمر رضي الله عنه أن يبارك الله فيه، فسمعها عمر وهي تدعو له، فبكى وقال: "يا أمة الله، إنما أنا رجل من المسلمين، أحب أن أخدم إخواني".
كان عمر رضي الله عنه زاهدًا في الدنيا، وكان يعيش حياة بسيطة، وكان يلبس ثيابًا مرقعة، وكان يأكل طعامًا خشنًا.
كان عمر رضي الله عنه عادلاً في حكمه، وكان يحكم بين الناس بالعدل والقسط، وكان لا يفرق بين قوي وضعيف، ولا بين غني وفقير.
كان عمر رضي الله عنه حريصًا على مصلحة المسلمين، وكان يسعى إلى تحقيق العدل والمساواة بينهم.
كان عمر رضي الله عنه مثالًا للقائد العادل والزاهد والشجاع، وكان قدوة حسنة للمسلمين في كل زمان ومكان.
كان رمضان قد حلّ ببركاته ونفحاته الإيمانية، وكان المسلمون يجتمعون في دار الأرقم لتناول وجبة الإفطار، وكان عمر رضي الله عنه يشاركهم هذا الاجتماع المبارك.
في إحدى الليالي الرمضانية، وبعد تناول وجبة الإفطار، قال عمر رضي الله عنه: "يا رسول الله، لقد اشتقت إلى سماع صوتك وأنت تقرأ القرآن في جوف الليل، فهل لي أن أرافقك في قيام الليل؟"
فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عمر، إن الليل فيه سكون وراحة، ولكني لا أمانع أن ترافقني إن شئت".
فخرج عمر رضي الله عنه مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى الصحراء، وكان القمر بدراً يضيء الطريق، فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم في قراءة القرآن بصوته العذب، فاهتزت قلوبهم خشوعًا وتأثرًا.
وبعد أن انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من قراءته، قال عمر رضي الله عنه: "يا رسول الله، لقد شعرت بسكينة وطمأنينة لم أشعر بهما من قبل، فجزاك الله خيرًا".
في أحد الأيام، كان عمر رضي الله عنه يسير في السوق، فرأى رجلاً يبيع التمر، فقال له: "يا رجل، بكم تبيع هذا التمر؟"
فأجابه الرجل: "يا عمر، أبيعه بكذا وكذا".
فقال عمر رضي الله عنه: "يا رجل، إن هذا التمر رخيص الثمن، فهل لك أن تزيد في سعره؟"
فقال الرجل: "يا عمر، إنني أبيع التمر بما يرضي الله، ولا أريد أن أزيد في سعره".
فقال عمر رضي الله عنه: "يا رجل، إنني أريد أن أشتري منك هذا التمر، ولكنني أريد أن أزيد في سعره، فهل تقبل؟"
فقال الرجل: "يا عمر، إنني لا أقبل أن تزيد في سعره، فإنني أبيع التمر بما يرضي الله".
فذهب عمر رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له: "يا رسول الله، لقد رأيت رجلاً يبيع التمر، وقد عرضت عليه أن أزيد في سعره، ولكنه رفض، فماذا أفعل؟"
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عمر، إن هذا الرجل يبيع التمر بما يرضي الله، فلا تزيد في سعره".
فقال عمر رضي الله عنه: "يا رسول الله، لقد تعلمت منك الكثير، فجزاك الله خيرًا".
في إحدى الليالي، كان عمر رضي الله عنه يسير في شوارع المدينة، فرأى رجلاً يحمل كيسًا ثقيلاً، فسأله: "يا رجل، ما الذي تحمله في هذا الكيس؟"
فأجابه الرجل: "يا عمر، إنني أحمل في هذا الكيس طعامًا لأولادي".
فقال عمر رضي الله عنه: "يا رجل، إنني أرى أنك تحمل كيسًا ثقيلاً، فهل لك أن تعطيه لي لأحمله عنك؟"
فقال الرجل: "يا عمر، إنني لا أستطيع أن أعطيك هذا الكيس، فإنه طعام لأولادي".
فقال عمر رضي الله عنه: "يا رجل، إنني أريد أن أساعدك، فهل لك أن تثق بي؟"
فقال الرجل: "يا عمر، إنني أثق بك، ولكنني لا أستطيع أن أعطيك هذا الكيس".
فقال عمر رضي الله عنه: "يا رجل، إنني أريد أن أحل لك هذا اللغز، فهل تقبل؟"
فقال الرجل: "يا عمر، إنني أقبل".
فقال عمر رضي الله عنه: "يا رجل، إنني أعرف أنك تحمل في هذا الكيس طعامًا لأولادك، ولكنني أعرف أيضًا أنك لا تستطيع أن تحمله، فهل لك أن تعطيه لي لأحمله عنك؟"
فقال الرجل: "يا عمر، إنك رجل ذكي، لقد عرفت كيف تحل هذا اللغز، فجزاك الله خيرًا".
فحمل عمر رضي الله عنه الكيس عن الرجل، ووصل به إلى بيته، وأعطاه الطعام لأولاده.
لم يمنع شهر رمضان الكريم المسلمين من الجهاد في سبيل الله، بل كان شهرًا للانتصارات العظيمة. في رمضان من السنة الثانية للهجرة، وقعت غزوة بدر الكبرى، أول معركة فاصلة في تاريخ الإسلام.
كان عمر رضي الله عنه من أشد المتحمسين للقتال، وكان يقول: "يا رسول الله، إن قريشًا قد خرجت إلينا بكبرها وفخرها، وهم يريدون أن يطفئوا نور الله، فقاتلهم يا رسول الله، فإن الله ناصرنا عليهم".
وفي ليلة السابع عشر من رمضان، وقبل المعركة، دعا النبي صلى الله عليه وسلم ربه قائلًا: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض".
وفي صباح يوم المعركة، وقف عمر رضي الله عنه يشد من أزر المسلمين، ويذكرهم بفضل الجهاد في سبيل الله، وبوعد الله بالنصر
وفي غزوة أحد، كان عمر رضي الله عنه من الثابتين الذين لم يفروا من المعركة، وكان يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم بكل قوته.
وبعد انتهاء المعركة، كان عمر رضي الله عنه من الذين قاموا بجمع الشهداء ودفنهم، وكان يبكي على فراقهم، ويقول: "رحمكم الله يا إخواني، لقد كنتم خير الصحابة، لقد كنتم خير الجنود".
في إحدى ليالي رمضان، كان عمر رضي الله عنه يسير في شوارع المدينة، فرأى رجلاً فقيرًا يجلس على قارعة الطريق، فسأله: "يا رجل، ما بالك تجلس هنا؟"
فأجابه الرجل: "يا عمر، أنا رجل فقير، لا أملك طعامًا ولا شرابًا".
فقال عمر رضي الله عنه: "يا رجل، ألم تفطر بعد؟"
فأجابه الرجل: "يا عمر، ليس عندي ما أفطر به".
فقال عمر رضي الله عنه: "يا رجل، تعال معي إلى بيتي، وسوف أفطرك".
فذهب عمر رضي الله عنه بالرجل إلى بيته، وأطعمه وسقاه، ثم قال له: "يا رجل، إذا احتجت إلى شيء، فتعال إليّ".
في إحدى الليالي الرمضانية، كان عمر رضي الله عنه يسير في شوارع المدينة، فرأى نارًا تشتعل في بيت، فذهب إليها مسرعًا، فوجد امرأة عجوزًا تحاول إطفاء النار، ولكنها لم تستطع.
فدخل عمر رضي الله عنه البيت، وأطفأ النار، ثم قال للمرأة العجوز: "يا أمة الله، لا تخافي، لقد أطفأت النار".
فقالت المرأة العجوز: "يا عمر، جزاك الله خيرًا، لقد أنقذتني من الموت".
فقال عمر رضي الله عنه: "يا أمة الله، لا تشكري لي، بل اشكري الله الذي أنقذك".
بالتأكيد، إليك استكمال الفصل مع إضافة عناصر تشويق وإثارة، وآيات قرآنية:
في ليلة ظلماء، ومهمة سرية
كانت المدينة المنورة تعيش حالة ترقب وحذر، فقد وصلت أنباء عن تحركات مشبوهة لقريش، وأنهم يخططون لهجوم وشيك. فاستدعى النبي صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب، وأمره بمهمة سرية.
النبي: "يا عمر، لقد بلغني أن قريشًا يجمعون الجموع، ويعدون العدة لغزو المدينة، أريدك أن تتخفى في زي تاجر، وتذهب إلى مكة، وتستطلع أخبارهم، وتأتيني بما عندهم من علم".
عمر: "سمعًا وطاعة يا رسول الله".
تخفى عمر رضي الله عنه في زي تاجر، وانطلق نحو مكة، وكان يسير في الطرقات، ويسأل الناس عن أخبار قريش، ولكنه كان حذرًا، لا يكشف عن هويته.
وفي إحدى الليالي، بينما كان عمر رضي الله عنه يسير في أحد الأزقة الضيقة، سمع همسًا خافتًا، فاقترب بحذر، وإذا به يسمع رجلين يتحدثان عن خطة قريش للهجوم على المدينة.
عمر (في نفسه): "الحمد لله، لقد وجدت ما أبحث عنه".
استمع عمر رضي الله عنه إلى حديث الرجلين، وحفظ كل كلمة قالاها، ثم انصرف بهدوء، وعاد إلى المدينة المنورة، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بما سمع.
النبي: "جزاك الله خيرًا يا عمر، لقد أنقذت المدينة من خطر عظيم".
في أحد الأيام، كان عمر رضي الله عنه يسير في السوق، فرأى رجلاً يبيع تمورًا فاسدة، فقال له: "يا رجل، لماذا تبيع هذه التمور الفاسدة؟"
الرجل: "يا عمر، إنها تمور جيدة، ولكنها تحتاج إلى بعض الوقت لتنضج".
عمر: "يا رجل، إنها تمور فاسدة، ولا يجوز لك أن تبيعها للناس".
الرجل: "يا عمر، إنني رجل فقير، ولا أملك غير هذه التمور".
عمر: "يا رجل، إن الله يرزق من يشاء، ولكن لا يجوز لك أن تغش الناس".
الرجل: "يا عمر، إنني أتوب إلى الله، ولن أبيع هذه التمور الفاسدة مرة أخرى".
عمر: "يا رجل، إن الله غفور رحيم، ولكن عليك أن تعوض الناس الذين اشتراوا منك هذه التمور".
في إحدى المرات، كان عمر رضي الله عنه يمشي في شوارع المدينة، فرأى رجلاً حزينًا، فسأله: "يا رجل، ما بالك حزينًا؟"
الرجل: "يا عمر، لقد فقدت ابني في الحرب".
عمر: "يا رجل، إن الله يقول في كتابه العزيز: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
الرجل: "يا عمر، لقد ذكرتني بكلام الله، فجزاك الله خيرًا".
في إحدى الليالي الحالكة، وبينما كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتفقد أحوال الرعية، سمع همسات خافتة قادمة من أحد المنازل المهجورة. اقترب عمر بحذر، وإذا به يسمع حديثًا يدور حول مؤامرة خطيرة تستهدف حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
عمر (في نفسه): "لا حول ولا قوة إلا بالله، ما هذه الجرأة على رسول الله؟".
استمع عمر رضي الله عنه إلى تفاصيل المؤامرة، وعلم أن مجموعة من المنافقين يخططون لاغتيال النبي صلى الله عليه وسلم أثناء خروجه إلى صلاة الفجر.
عاد عمر رضي الله عنه إلى بيته مسرعًا، وأيقظ ابنه عبد الله، وأمره أن يذهب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ويخبره بما سمع.
عبد الله: "يا أبي، أخشى أن لا يصدقني رسول الله".
عمر: "يا بني، قل له إن عمر بن الخطاب أرسلني، وأخبره بما سمعت".
ذهب عبد الله إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم، وأخبره بما سمع، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم عمر رضي الله عنه، وسأله عن الأمر.
عمر: "يا رسول الله، لقد سمعت حديثًا يدور حول مؤامرة تستهدف حياتك، وأخشى أن يكون الأمر صحيحًا".
النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عمر، لقد أنزل الله عليّ قوله: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).
عمر: "يا رسول الله، إن الله قادر على كل شيء، ولكننا مأمورون بالأخذ بالأسباب".
بعد أن علم النبي صلى الله عليه وسلم بمؤامرة المنافقين، أمره عمر رضي الله عنه أن يأخذ حذره، وأن لا يخرج إلى صلاة الفجر.
عمر: "يا رسول الله، إن المنافقين يتربصون بك، وقد يكونون قد أعدوا لك مكيدة".
النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عمر، إن الله حافظي، ولن يضرني شيء إلا بإذنه".
عمر: "يا رسول الله، إن الله يقول في كتابه العزيز: (وَخُذُوا حِذْرَكُمْ)
النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقت يا عمر، ولكنني لا أخشى إلا الله".
في صباح اليوم التالي، خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الفجر، وكان عمر رضي الله عنه يسير خلفه، وهو يحمل سيفه.
وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، وبدأ في الصلاة، وكان عمر رضي الله عنه يقف خلفه، وهو ينظر حوله بحذر.
بعد أن انتهى النبي صلى الله عليه وسلم من الصلاة، خرج من المسجد، وكان عمر رضي الله عنه يسير خلفه.
في الطريق، اعترض طريق النبي صلى الله عليه وسلم مجموعة من المنافقين، وكانوا يحملون سيوفهم.
عمر: "يا أعداء الله، ماذا تريدون؟".
المنافقون: "نريد أن نقتل محمدًا".
عمر: "لن أسمح لكم بذلك، سأدافع عن رسول الله بروحي".
اشتبك عمر رضي الله عنه مع المنافقين، وكان يقاتلهم بشجاعة وإقدام.
تمكن عمر رضي الله عنه من قتل بعض المنافقين، وفر الباقون هاربين.
عاد عمر رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقال له: "يا رسول الله، لقد دافعت عنك، وقتلت بعض المنافقين".
النبي صلى الله عليه وسلم: "جزاك الله خيرًا يا عمر، لقد كنت لي نعم الأخ والصاحب".
في إحدى المرات، كان عمر رضي الله عنه يمشي في السوق، فرأى امرأة تبكي، فسألها: "يا أمة الله، ما بالك تبكين؟".
المرأة: "يا عمر، لقد مات زوجي، وترك لي أطفالًا صغارًا، ولا أملك ما أطعمه لهم".
عمر: "يا أمة الله، لا تحزني، سأساعدك".
أخذ عمر رضي الله عنه المرأة إلى بيته، وأطعمها وأطعم أطفالها، ثم أعطاها بعض المال، وقال لها: "يا أمة الله، إذا احتجت إلى شيء، فتعالي إليّ".
المرأة: "جزاك الله خيرًا يا عمر، لقد كنت لي نعم الأخ".
في إحدى المرات، كان عمر رضي الله عنه يمشي في شوارع المدينة، فرأى رجلاً حزينًا، فسأله: "يا رجل، ما بالك حزينًا؟".
الرجل: "يا عمر، لقد فقدت ابني في الحرب".
عمر: "يا رجل، إن الله يقول في كتابه العزيز: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)
الرجل: "يا عمر، لقد ذكرتني بكلام الله، فجزاك الله خيرًا".
وبهذا علينا ان نتعلم نحن المسلمين ان..
"القوة الحقيقية ليست في قوة الجسد، بل في قوة الإيمان والثبات على الحق."
* "الشجاعة ليست عدم الخوف، بل هي القدرة على مواجهة الخوف والثبات في وجه الصعاب."
* "لا تخف من قول الحق، حتى وإن كان مرًا، فإن الحق يعلو ولا يُعلى عليه."
* "كن قويًا في الحق، لينًا في الرحمة، فإن القوة والرحمة هما جناحا العدل."
يا قصةً سطرتْ بماءِ الذهبِ
فيها العِظاتُ، وفيها خيرُ الأدبِ
عمرُ الفاروقِ، في ذكراكَ عِبرةٌ
يا قُدوةً، فيكَ نُورٌ مُحتَجَبُ
عَدلٌ وأمانٌ، في زَمنِكَ سادَ
وخَوفُكَ من اللهِ، لنا مُستَحَبُ
يا مَن مَشيتَ، في الدُّنيا مُتواضعًا
وفي الآخرةِ، جِنانُ الخُلدِ لَكَ تُكتَتَبُ
فَلْنَسْتَلْهِمْ مِنْكَ، قُوَّةَ الإيمانِ
وَلْنَتَمَسَّكْ بِالحَقِّ، في كُلِّ نُدَبِ
يا قصةً، في القُلوبِ سَتَبقى
ويا دَرسًا، لَنا في كُلِّ حِقَبِ
إلى هنا نصل إلى نهاية رحلتنا مع قصة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تلك الشخصية الفذة التي سطرت بمداد من نور صفحات التاريخ الإسلامي. لقد رأينا كيف تحول عمر من رجل شديد البأس إلى قائد عادل ورحيم، وكيف كان إسلامه فتحًا مبينًا للإسلام والمسلمين.
إن قصة عمر رضي الله عنه ليست مجرد حكاية تروى، بل هي مدرسة نتعلم منها دروسًا في الإيمان والثبات والعدل والرحمة. لقد كان عمر رضي الله عنه نموذجًا يحتذى به في كل زمان ومكان، وسيبقى قدوة لنا في السعي إلى الحق والخير.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حب عمر رضي الله عنه، وأن يجمعنا به في جنات النعيم، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وإلى لقاء آخر مع قصة أخرى من قصص العظماء في تاريخنا الإسلامي العظيم...
وصلاه ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين..